تمتلئ الحياة حولنا بألوان من السحر الذى يدهش أعيننا فى كل مرة رأيناه فيها، فالسماء منثورة بلآلئ تملأ ليالينا ضياء، كما تنتشر الأسماك المضيئة فى أعماق البحار المظلمة، فماذا عن الأرض؟
هل سمعت يوما عن غابة اليراعات الموجودة فى منطقة شوغوكو باليابان؟، إنها لآلئ الأرض التى تملأ ظلامها بهجة وسحر، تماما مثلما تفعل نجوم السماء.
والسر وراء هذا السحر لا يتعدى كونه حشرة من نوع "الخنافس المضيئة" والتى يطلق عليها اسم "اليراعات - Fireflies" والتى تنتشر فى معظم المناطق الاستوائية الحارة والغابات.
تضئ اليراعات ليلا فى الغابات المظلمة التى تحجب أوراقها نور القمر والنجوم، وذلك لأسباب متعددة منها أنها تستخدم هذا الضوء فى جذب فرائسها من الحشرات الأخرى الصغيرة والقواقع وديدان الأرض والتى تنبهر بأضوائها فتقترب منها ثم تقوم بالتغذية عليها.
كما يستخدم الذكور هذا الضوء لجذب الإناث لعملية التزاوج، إلا أن بعض الإناث ترسل إشارة ضوئية مضللة وكاذبة لذكر يتبع نوعًا آخر وعندما يقترب منها للتزاوج تتغذى عليه.
ويطلق على ضوئها "الإضاءة الباردة"، وذلك لأنه عند تحليل العلماء لهذا الضوء وجدوا أنه عبارة عن 100% طاقة ضوئية وصفر% حرارة، وتحدث هذه الظاهرة عند توافر صبغة تسمى لوسيفرين (Luciferin) داخل أمعاء الحشرة وإنزيم يسمى لوسيفراز (Luciferase) مع وجود مصدر للأكسجين، ونتيجة هذا التفاعل ينتج مركبا يسمى (Oxyluciferen) الذى يمثل السبب فى انبعاث الضوء منها.
توجد هذه المركبات الكيميائية فى الخنافس المضيئة على جانبى السطح البطنى، حيث عدد من الخلايا تسمى الخلايا الضوئية (Photocytes)، وتتوقف كمية الضوء المنبعثة من الخنافس على كمية الأكسجين الداخلة فى التفاعل، فعندما تريد الخنافس إنتاج وميض طويل لفترة طويلة فإن المخ يعطى تيارا عصبيا إلى نهايات الجهاز التنفسى لإنتاج كمية كبيرة من الأكسجين إلى داخل الخلايا الضوئية فيصدر ضوءا بكمية كبيرة.