أبتاه ماذا لو دُفنا تحت ركام منزلنا ؟
ماذا لو أتت تلك القذيفة لتستوطن هذه البقعة ماذا لو إخترق الرصاص أسوار حديقتنا
و تلونت السماء بلون الدم و تمزق حجاب أمي و ماتت أختي و أنا ماذا سيحدث ؟
لا أريد يا أبي أن نُنسى و ندفن كأننا لم نكن
لا أريد أن تكتب شهادة الوفاة بتلك السهولة التي كتبت بها شهادة الميلاد
أريد أن تصل صرخاتنا خلف أسوار المعبر و الى كل العالم
و أريد أن يعلم العالم أنني لستُ مجرد طفل فلسطيني يموت
بل أنا مسلم عربي و لي أم و أب و أهل و وطن و أصدقاء و لي حياة
و بعد ذلك يأتي من يسلب مني الحياة بكل بشاعة ؟
كل الذعر الذي يحتوي تلك الطفلة .. لا يسـاوي ذرة ذعر من أولئك الآوغاد !
طفلة ، بربيع عمرها تختتم عامها بين أرجل وأسلحة الصهاينة !!
أغلقوا صفي و قالوا لي … تعلّم
…
أشعلوا النار و قالوا لي … تقدّم
سلبوا داري و قالوا لي بأني … أتوهّم
صحتُ بالحقٍ فقالوا لي لماذا … تتهجّم
و دعوني لحوار فيه قالوا لي … ستُعدم
سألوني و إلى الآن صامد…؟
رفعت راسي فووووووووق وقلت
أنا فلسطيني …ف هل تعلَم.
اصطفوا قربي يا صحبي .. فـ المشوار طويل .. طويـــــــــل
عن مّاذا تفتش في حقيبتي !!!؟
عن دفتر ممزق !!!؟
عن قلم مكسور !!!؟
أم عن كابوس ......الأمن الذي يقضّ قفصك !!!؟
في حقيبتي .. صورة شقيقي الشهيد، وأبي الشهيد، وشقيقتي الشهيدة..
وكراسه الرسم الذى احتفظ فيها برسم أشجار الزيتون التي رسمتها
قبل أن تجرفوها من جذورها في الأرض.
اذكرني….ايها التاريخ فأنا ذلك الفلسطيني الذي عذبته بمرارة
اذكرني…..فأنا ذلك الطفل الذي تربى على عشق الوطن والحجارة
…اذكرني…..فأنا فلسطيني واذكر انني من ارض الطهارة ♥