"نبتدى منين الحكاية".. كلمات تغنى بها العندليب الأسمر وتنطبق على قصة حياته، فهو من أكثر النجوم ثراء فى القصص والصراعات، بداية من صراعه لتحقيق نجوميته وحتى صراعه مع المرض وبينهما صراعه مع الحب.
أحب حليم الموسيقى منذ طفولته، حيث أصبح رئيس فرقة الأناشيد فى المدرسة والتحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943، عمل بعد تخرجه مدرسا للموسيقى فى طنطا ثم الزقازيق ثم القاهرة، ثم قدم استقالته من التعليم والتحق بالإذاعة كعازف على آلة "الأبواه" عام 1950.
أكتشف الإذاعى "حافظ عبد الوهاب" موهبة حليم فى الغناء، لذلك اقترح عليه تغيير اسمه من عبد الحليم شبانة لعبد الحليم حافظ، ومن المعروف أن حليم واجه صعوبات عديدة للالتحاق بالإذاعة نظرا لأنهم لم يقتنعوا بموهبته، حتى غنى قصيدة "لقاء" من تأليف صلاح عبد الصبور والحان زميل الدراسة "كمال الطويل" عام 1951، ثم أعاد حليم تقديم "صافينى مرة" عام 1953 فى يوم إعلان الجمهورية ولاقت نجاحا مبهرا.
قدم حليم فى مشواره الفنى ما يزيد عن 213 أغنية غير الأغانى التى لم تسجل والعديد من الأفلام الناجحة، أولها "لحن الوفاء" مع شادية وآخرها "أبى فوق الشجرة" مع نادية لطفى وميرفت أمين.
كان حليم رغم نجوميته بسيط يأكل على الرصيف ومن تلك الصور النادرة تلك التى ظهر فيها وهو يأكل الفول بأحد المطاعم وأخرى فى أثناء جلوسه على الأرض ممسكا بـ"خس"، ورغم ذلك فقد كان القدر قاسيا معه فانتهت كل قصص حبه بشكل حزين، كما أصابه المرض بشكل قاسى فى أوج نجاحه وتألقه ليفارق الحياة بعد صراع طويل مع المرض فى 30 مارس 1977 عن عمر يناهز 47 عاما، وتوفى فى انجلترا إثر إجراء عملية جراحية ضمن 61 عملية أجراها طوال حياته.