عندما تدخل محل البقالة أو “السوبر ماركت”، لتشترى لبن، فإنك تعرف على الفور وجهتك التى يرشدك إليها ذلك الطعم اللذيذ الذى تستسيغه لهذا اللبن الذى تحبه وفقا لنوعه “كامل الدسم” أو “خالى الدسم”، أو غيرهم من الأنواع الكثيرة التى تملأ رفوف الأسواق، لكنك لم تتساءل يوما “كيف يُنزع الدسم من اللبن؟” أو “لماذا كل هذه الأنواع من الأصل”.
والمفاجأة التى اكتشفها العلماء أن كل منتجات الألبان هى فى الحقيقة متشابهة فى التكوين، فجميعها مكون من نسبة 87% من الماء و8.25% من المواد الصلبة التى هى عبارة عن بروتينات وفيتامينات وأملاح معدنية وكربوهيدرات، هذا بالإضافة إلى ما يتراوح ما بين الصفر والـ 5% من الدهون.
وهذا الاختلاف فى تركيز الدهون، هو الذى يفرق نوع لبن عن آخر، فاللبن كامل الدسم على سبيل المثال هو ذلك المأخوذ بشكل طبيعى من البقرة حتى يباع إلينا كما هو بعد بسترته، وهو يحتوى على الأقل على نسبة 3,25% من الدهون على الأقل حتى نطلق عليه “كامل الدسم”، وهذا يعنى أن الكوب الواحد منه يحتوى على 8 جرامات من الدهون و150 جراما من السعرات الحرارية.
ولكن بسبب إصابة العديد من الأفراد حول العالم بهوس التخسيس، بدأ إنتاج اللبن “المقشود” أو الخالى من الدسم، إلا أن مذاقه كان منفرا للغاية، ولذلك عزف عنه الكثيرون، فبدأت صناعة اللبن قليل الدسم أو المحتوى على نسبة 2% من الدسم ومن ثم 1% دسم.
والدسم يزال بطريقة غاية فى السهولة، حيث كل ما يجب فعله هو إزالة طبقة القشدة العائمة فوق سطح اللبن ومن ثم يتحول إلى “خالى الدسم”، وبذلك يصبح الكوب الواحد منه يحتوى على صفر دسم و90 من السعرات الحرارية، وهذا وفقا لما ذكره موقع قناة “Brain Stuff”.
إلا أن الباحثين وجدوا خطورة هذا الأمر بعد البحث والتمحيص، حيث ثبت أن إزالة القشدة تزيل معها العديد من المكونات الغذائية المفيدة الموجودة فى اللبن كالفيتامينات التى تكون ذائبة فيها، وكذلك المياه ولذلك يصبح اللبن المقشود “ليس لبنًا”، ولذلك تم ذمه وإقصاؤه من اختيارات الكثيرين.