فى عام 1938م، كان العالم على مشارف الحرب العالمية الثانية، ولم تكن هناك رغبة فى لعب كرة القدم من جميع الفرق، وناقش الاتحاد الدولى لكرة القدم اقتراح إلغاء كأس العالم هذا العام، فكل رؤساء الدول يعدون العُدة لخوض الحرب التى كادت أن تنهى حياة البشرية.
للمرة الثانية بنظام المباراة الواحدة وخروج المغلوب، وكانت الحسبة فى ذلك الوقت سياسية أكثر منها رياضية فقد أقامت فرنسا البطولة من أجل الاستفادة من حجم الدعاية التى تُمنح للبلد المُضيف قبل أشهر قليلة من بداية الحرب، “هِتلر” أرسل منتخبا ألمانيا معتزا بنفسِه وبمبادئ النازية من أجل الفوزِ بالكأس، “موسولينى” أراد الاحتفاظ به مرة أخرى والتأكيد أن قوة النظام الفاشيستى من خلال الساحرة المستديرة، “المجر” كانت تملك ما يعتبره الجميع أفضل فريق أوروبى مما يؤهله لحفظ مكانتها كحليف لألمانيا أثناء الحرب، وعلى هذا أقيمت البطولة التى حضر إليها 15 فريقا فى الفترة بين 4 يونيو و19 يونيو عام 1938.
تأهلت إيطاليا للمباراة النهائية، لتلاقى مُنتخب المجر المزهو بنفسه، فقد أنهى مراحل البطولة بسهولة مثيرة للإعجاب، متسلحا بدفاعٍ صَلب، وحارس عملاق يُدعى “أنتال سازابو”، وكانت كل التوقعات حينها تَصُب فى مصلحتهم.
أرسل الدوتشيى بينيتو موسولينى برقية من ثلاث كلمات عَشيَّة المباراة النهائية للمنتخب الإيطالى: “الفوز.. أو الموت”.
نتيجة للتهديدات التى أفحم بها موسولينى أعضاء منتخب بلاده، قدم المنتخب عرضا كرويا مدهشا أمام منتخب المجر الذى تاه فى المَلعب، ومع مرور 35 دقيقة فقط، عَرِفَ الجميع أن إيطاليا فى طريقها للحفاظِ على كأس العالم للمرة الثانية بعد التقدم 3-1 بأقدامِ أهم نجومها “بيولا” و”كولاوسى”، لتنتهى المباراة بنتيجة 4-2 لصالح الطليان، ليحتفظوا بالنسخة الثالثة من كأس العالم للمرة الثانية فى تاريخهم.