"مى زيادة" ظاهرة فى حياة القاهرة من الظواهر العجيبة، عبارة وصفها بها الكاتب الكبير أحمد حسن الزيات" وتعتبر زيادة من أهم أعلام ورائدات الحركات النسائية فى الوطن العربى، حيث تعتبر أهم شخصية نسائية عربية فى القرن العشرين.
ولدت" مارى إلياس زيادة" فى مدينة الناصرة بفلسطين عام 1886، لأب من أصل لبنانى، وأم فلسطينية، التحقت بمدرسة الراهبات بالناصرة عام 1892، وانتقلت عام 1908 إلى القاهرة ، أجادت مى 5 لغات وكتبت الشعر بالفرنسية، التحقت خلال الحرب العالمية الأولى بإحدى الجامعات المصرية، حيث درست فيها علوم الفلسفة والعربية والآداب العربية والإسلامية، وخاصة القرآن الكريم الذى كان سببا فى فصاحتها وبلاغتها.
صدر أول كتاب "لمارى" بعنوان "أزاهير حلم" ونشر تحت اسم «ايزيس كوبيا" عام 1911 باللغة الفرنسية، غيرت اسمها من «مارى" إلى "مى"، ومن المواقف الطريفة للشاعرة أنها كانت تجيب عند السؤال عن بلدها أو وطنها، بأنها" فلسطينية، لبنانية، مصرية، سورية".
وتذكر الروايات أن زيادة تعرضت، لمحنة وذلك بعد أن علم أحد أقاربها بأنها قررت إهداء مكتبتها إلى مصر، بعد وفاتها، فقام بالحجر عليها وادخلها مستشفى للأمراض العقلية، فأضربت عن الطعام وطلبت أن يتم عرضها على لجنة من كبار الأطباء الذين اجتمعوا وقررت اللجنة أنها سليمة عقليا.
كانت مى فى حياة جبران الصديقة والحبيبة وكانت له بمثابة الحب الوحيد الذى ملك قلبه وخياله ورافقه حتى نهاية حياته فقد كان حبه لها معادلاً حبه العارم لوطنه لبنان، وتبادلا الرسائل مدة عشرين عامًا برغم أنهما لم يلتقيا ولو لمرة واحدة.