مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أُميَّة الحمار آخر خلفاء بنى أمية الذى تولَّى الحكم لمدة خمس سنوات فقط، انهارت بعدها الدولة الأُموية وقامت الدولة العباسية، بعد أن انهزم مروان الحمار أمام العباسيين فى معركة "الزَّاب" وهرب نحو الصعيد، فتعقبه عسكر بنى العباس وألقوا القبض عليه فى قرية أبو صير إحدى ضواحى الجيزة، وقتلوه شر قتلة، وطرحوا جثته فى العراء حتى أكلت منها الذئاب والكلاب.
و"الحمار"، طبقا لما أكده كتاب "الغباء السياسى"، لم تكن صفته وإنما كان لقبه، فقد كانت عادة العرب أن يلقَّب كل مائة عام حمار، فلما قارب ملك آل أمية مائة سنة، وجاء مروان فلقَّبوه بمروان الحمار، خصوصًا أنه كان مشهودًا له بالصبر الشديد على مواصلة القتال مثل الحمار. لكن هناك سببًا آخر جعل هذا الاسم مقترنًا به طوال هذه القرون، وهو أنه حرَّم لعب الشطرنج وأصدر أمرًا بعدم ممارسة هذه اللعبة.
وحدد مروان ثلاث عقوبات لمن يمارسها وهى: "العقوبة الجسدية، وإطالة فترة سجن المحبوس، وحرمان من يلعب الشطرنج من حقه فى أموال الدولة".
ويرجع ذلك إلى أن الخليفة لاحظ أن لعبة الشطرنج كانت واحدة من أسباب الثورة على بنى أمية وأن أغلب من يمارسونها من الثوار، ومن بينهم سعيد بن جبير الذى اشترك مع عبد الرحمن بن الأشعث فى الثورة ضد عبد الملك بن مروان، وكان يستخدم الشطرنج فى إعداد خطط مواجهة الحاكم وبسببها كان يجيد الكر والفر فى المعارك.