الكثير من الناس لا يؤمنون بالأبراج والفلك ويعتبرونه شيئاً خرافيّاً لا يمتّ للحقيقة بصلة، لكن إذا راقبناهم فسنجد أن معظمهم يطّلع عليها، أوليس ذلك إيماناً منهم بها؟ (ولو باللاوعي الخاصّ بهم).
ربّما كان السبب في ذلك هو ظنّهم بأنّ الآخرين سوف يرونهم بصورة الأغبياء الذي يصدقون الخزعبلات، ولذلك ينكرون إيمانهم، ويعرضون أن اهتمامهم بالأبراج فقط لمجرّد التسلية.
يقولون لك، الأبراج صحيحة فقط في حالة صفات وشخصيّة المولود، لكن التنبّؤ عن المستقبل فهذا خطأ، وهم يعرفون أن الكثير من التنبّؤات نجحت، تنجح، خاصّة أن الأزمة السّورية كمثال تزامنت مع دخول أورانوس بتاريخ 13-3-2011 إلى برج الحمل الذي هو برج سوريا بالأساس، وأورانوس هو كوكب الثّورة والتّمرّد على الأمر الواقع.
هم لا يعرفون أن إيمانهم بصدق دلالات الشخصيات يقودهم حتماً إلى الإيمان بالأبراج ككل، لأنّ الشخصيات تأتي من موقع الشمس في دائرة البروج، وبالتالي تأثير الكواكب على مجرى حياة الإنسان. وطالما أنّ الشمس تؤثّر فلماذا القمر لا يؤثّر؟ ولماذا الكواكب الأخرى لا تؤثّر؟؟
الأبراج مفيدة كثيرة في معرفة العلاقات وماهيّتها، فمن غير الممكن أن يتّفق متزوجان ينتميان إلى برجين متعاكسين، وهذه دراسات حقيقيّة أثبتها العلماء. كذلك في موضوع الصداقة. ويمكن للأشخاص أن يتجنّبوا المبادرات وأن يبتعدوا عن المغامرات في أيام تكون فيها الحظوظ غير موافقة.
ومن قال أن الله وحده عالم للغيب، فنحن نقول نعم، الله وحده، لكن هل نحن قادرون على التنبّؤ بالتفاصيل؟ لا نحن نتنبّأ فقط بالعموم، وهذا ما تلاحظونه دائماً. وقد قال الله: "ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء" أي أنّنا لا نستطيع أن ندرك حقيقة واحدة إلا إذا أراد الله أن ندركها، ومتى لم يُرد أخفقنا في ذلك وأصبح التنبؤ غلطاً في غلط.
ومن قال أن الأبراج فقط اثنا عشر، ولا تنطبق على ملايين البشر، فأقول: نقاط الاتّفاق بين البشر جميعاً هو موقع الشمس، وهذا الموقع هو الذي تعتمد عليه التنبّؤات العامة. لكن لكل شخص خريطة فلكيّة خاصّة توضّع موضع الكواكب الذي يختلف عن موضع الكواكب لشخص آخر قد يكون من نفس البرج، وهذا يعني أن هناك الكثير من التفاصيل يمكن الإخبار بها والتي لا تنطبق إلا على الشخص ذاته.
LinkBack URL
About LinkBacks