جولة فى واحات كتب الحديث
جولة فى واحات كتب الحديث
دأب الناس على التوجه الى الصحيحين فى حال بحثهم عن حديث معين من أحاديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لما للصحيحين من مصداقية عند الجميع
وصحة كل ما بهما من أحاديث
وهذا التوجه قد جعلنا نغفل عن بعض كتب الحديث القيمة أو حتى المعرفة القليلة عنها وبإذن الله سنلقى بعض الضوء على تلك الكتب التى تذخر بنور السنة الشريفة
نبدأ بالتعريف بمؤلفه ثم نبذة عن الكتاب
محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي، أبو حاتم البستي،
ويقال له ابن حبان مؤرخ، علامة، جغرافي، محدث.
ولد في بست (من بلاد سجستان) وتنقل في الأقطار،
فرحل إلى خراسان والشام ومصر والعراق والجزيرة. وتولى قضاء سمرقند مدة،
ثم عاد إلى نيسابور، ومنها إلى بلده،
حيث توفي في الثمانين من عمره. سنة (354هـ)
كتاب سلك فيه الامام محمد بن حبان مسلك الفقهاء المحدثين في التبويب والترجمة للأحاديث
وبيان ما فيها من المسائل الفقهية، ومن يتتبع استنباطاته الفقهية
يرى بوضوح انه شافعي المذهب ما طاوعه الدليل، فإن أعياه الأثر أو لم يصح عنده،
لم يبال بمخالفة المذهب وتمسك بالأثر. وقد رتبه ترتيبا مخترعًا لا على الأبواب ولا على المسانيد،
بل جعل السنن النبوية تقاسيم وأنواعًا، فجعلها على خمسة أقسام.
ثم جعل تحت كل قسم عدة أنواع تبلغ أربعمائة نوع
ولنقتبس جزء من مقدمته التى كتبها
وإني لما رأيت الأخبار طرقها كثرت ومعرفة الناس بالصحيح منها
قلت لاشتغالهم بكتبة الموضوعات وحفظ الخطا أو المقلوبات
حتى صار الخبر الصحيح مهجورا لا يكتب والمنكر المقلوب عزيزا يستغرب
وأن من جمع السنن من الأئمة المرضيين وتكلم عليها من أهل الفقه والدين
أمعنوا في ذكر الطرق للأخبار وأكثروا من تكرار المعاد للآثار
قصدا منهم لتحصيل الألفاظ على من رام حفظها من الحفاظ
فكان ذلك سبب اعتماد المتعلم على ما في الكتاب وترك المقتبس التحصيل للخطاب
فتدبرت الصحاح لأسهل حفظها على المتعلمين
وأمعنت الفكر فيها لئلا يصعب وعيها على المقتبسين
فرأيتها تنقسم خمسة أقسام متساوية متفقة التقسيم غير متنافية
فأولها الأوامر التي أمر الله عباده بها
والثاني النواهي التي نهى الله عباده عنها
والثالث إخباره عما احتيج إلى معرفتها
والرابع الإباحات التي أبيح ارتكابها
والخامس أفعال النبي صلى الله عليه وسلم التي انفرد بفعلها
ثم رأيت كل قسم منها يتنوع أنواعا كثيرة ومن كل نوع تتنوع علوم خطيرة
ليس يعقلها إلا العالمون الذين هم في العلم راسخون
ولنعلم كيف قسم الاوامر على سبيل المثال ننظر ماذا قال
تدبرت خطاب الأوامر عن المصطفى صلى الله عليه وسلم لاستكشاف ما طواه في جوامع كلمه
فرأيتها تدور على مائة نوع وعشرة أنواع يجب على كل منتحل لسنن
أ ن يعرف فصولها وكل منسوب إلى العلم أن يقف على جوامعها
لئلا يضع السنن إلا في مواضعها ولا يزيلها عن موضع القصد في سننها
فأما النوع الأول من أنواع الأوامر
فهو لفظ الأمر الذي هو فرض على المخاطبين كافة في جميع الأحوال
وفي كل الأوقات حتى لا يسع أحدا منهم الخروج منه بحال
ألفاظ الوعد التي مرادها الأوامر باستعمال تلك الأشياء
لفظ الأمر الذي أمر به المخاطبون في بعض الأحوال لا الكل
وقد تتبعت النواهي عن المصطفى صلى الله عليه وسلم وتدبرت جوامع فصولها وأنواع ورودها
لأن مجراها في تشعب الفصول مجرى الأوامر في الأصول
فرأيتها تدور على مائة نوع وعشرة أنواع
الزجر عن الاتكال على الكتاب
وترك الأوامر والنواهي عن المصطفى صلى الله عليه وسلم
ألفاظ إعلام لأشياء وكيفيتها مرادها الزجر عن ارتكابها
الزجر عن أشياء زجر عنها المخاطبون في كل الأحوال وجميع الأوقات
حتى لا يسع أحدا منهم ارتكابها بحال ............
===========================
وأما إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عما احتيج إلى معرفتها
فقد تأملت جوامع فصولها وأنواع ورودها لأسهل إدراكها على من رام حفظهما
فرأيتها تدور على ثمانين نوعا
إخباره صلى الله عليه وسلم عن بدء الوحي وكيفيته
إخباره عما فضل به على غيره من الأنبياء صلوات الله عليه وعليهم
الإخبار عما أكرمه الله وجل وعلا وأراه إياه وفضله به على غيره
وقد تفقدت الإباحات التي أبيح ارتكابها ليحيط العلم بكيفية أنواعها
وجوامع تفصيلها بأحوالها ويسهل وعيها على المتعلمين ولا يصعب حفظها على المقتبسين
فرأيتها تدور على خمسين نوعا
الأشياء التي فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم تؤدي إلى إباحة استعمال مثلها
الشيء الذي فعله صلى الله عليه وسلم عند عدم سبب مباح استعمال مثله عند عدم ذلك السبب
الأشياء التي سئل عنها صلى الله عليه وسلم فأباحها بشرط مقرون النوع الرابع الشيء
الذي إباحه الله جل وعلا بصفة
وأباحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفة أخرى غير تلك الصفة
وأما أفعال النبي صلى الله عليه وسلم فإني تأملت تفصيل أنواعها
وتدبرت تقسيم أحوالها لئلا يتعذر على الفقهاء حفظها ولا يصعب على الحفاظ وعيها
الفعل الذي فرض عليه صلى الله عليه وسلم مدة
الأفعال التي فرضت عليه وعلى أمته صلى الله عليه وسلم
الأفعال التي فعلها صلى الله عليه وسلم يستحب للأئمة الاقتداء به فيها
أفعال فعلها صلى الله عليه وسلم يستحب لأمته الاقتداء به فيها
أفعال فعلها صلى الله عليه وسلم فعاتبه جل وعلا عليها...