لعل عبارة "صنع في الصين" التي يرددها الأشخاص كناية عن المنتوجات
والصناعات رديئة الجودة، تنطبق تماماً على هذا المبنى الجديد الذي انهار
كتلة واحدة في شنغهاي متسبباً في وفاة عامل وإشعال غضب العائلات التي
راحت تطالب باسترجاع أموالها.
تعود هذه الحادثة إلى عام 2009، حين تسببت أعمال حفر في سقوط المبنى
السكني المكون من 13 طابقاً ليدق ناقوس الخطر ويسلط الضوء على معايير
السلامة التي تتجاهلها شركات البناء الصينية المعتمدة على فكرة البناء السريع.
وكان المبنى قبل سقوطه يشهد اللمسات الأخيرة قبل تسليمه للعائلات
التي دفعت مدخرات سنين للحصول على شقة جديدة، فيما يبقى مصير
البنايات المشابهة والقائمة في نفس المشروع مجهولاً.
وكشفت التحقيقات أن انهيار مبنى شنغهاي سببه أعمال حفر لبناء
مواقف تحت الأرض في المجمع السكني.
ويشكل البناء غير المطابق للمواصفات واستخدام المواد دون المستوى المطلوب
مصدر قلق في قطاع البناء والتشييد في الصين التي تشهد سباقاً في تشييد المدن
والمشاريع السكنية والبنى التحتية الضخمة لمواكبة النمو الاقتصادي السريع.
ومن أبرز حوادث البناء التي شهدتها الصين في الأعوام القليلة الماضية نذكر
انهيار القوس الحديدي على جسر جديد السكك الحديدية، الذي أودى بحياة ما
لا يقل عن سبعة اشخاص، وحادثة الرافعة التي سقطت على مدرسة حضانة
وأسفرت عن مقتل خمسة أشخاص.
كما أحدث انهيار عشرات المدارس خلال زلزال سيشوان عام 2008 موجة
من الغضب العام ضد المسؤولين الفاسدين وشركات البناء.