تحل اليوم ذكرى ميلاد الأديب والناشر الألماني "أوسكار بانيتسا" الذي ولد في 12 نوفمبر 1853 في كيسنجن الألمانية.
اشتهر بانيتسا بكتاباته الساخرة التي يهاجم فيها استبداد الدولة في عهد القيصر فيلهلم الثاني والكنيسة الكاثوليكية، والتابوهات الجنسية والتصورات الأخلاقية البورجوازية، وتحتل أعماله مكانة مهمة ضمن ما يعرف بكتاب الحداثة في ميونخ، ورغم ذلك يتأرجح تصنيف أعماله بين حركتي الطبيعية والتعبيرية.
كما يتميز أسلوبه الأدبي بالتلقائية والوصف الخارجي والخروج على التعابير التقليدية، ويتشابه مع الأسلوب السائد في أواخر عصر التعبيرية، وتتجه معظم قصصه وقصائده نحو وصف الحياة الباطنية أو الداخلية للقاص والتي تختلف بشكل حاد عن الحياة الظاهرية أو الخارجية له، وكان بانيتسا يستقي موضوعاته من تجاربه الذاتية.
يعتبر إنتاجه الشعري تعبيرًا عن التمزق الروحي، وتعتبر قصائده الأولى تقليدا للنماذج الرومانتيكية، أما قصائده التعبيرية فتشتمل على خروج على التقاليد في الشكل والمضمون، اعتبرها معاصروه مادة جيدة لطبيب الأمراض العقلية.
وتعد أشهر أعماله مسرحية ساخرة بعنوان "المجلس الكنسي للحب"، التي سخر فيها بشكل غير مسبوق في تاريخ الأدب الألماني من الكنيسة الكاثوليكية، وبجانب ذلك العمل تقف قصص مهمة له ذات أسلوب خارج عن المألوف، يربط فيها بين الواقعية والخيال، كما اشتغل بالنشر، فأصدر صحيفة "نقاشات زيورخ"، من خلالها يدافع عن الاعتقاد بالإلحاد والإيمان بالفردية.
رحل عن عالمنا "أوسكار بانيتسا" في 28 سبتمبر 1921 في بايرويت الألمانية محل إقامة مسرح فاجنر الشهير.