Thread Back Search


معالى زايد في سطور

  • مياسه
    2014-11-11






  • معالى زايد في سطور

    معالى زايد في سطور

    معالى زايد.. الزوجة ترحل و”الشقة من حقّ الموت”


    سيّدة من عاج ولهب، مضيئة بسمارها كاشتعال سواد العين بالنور، ومُشِعَّة ومتوهّجة كشمس اختزنت لفحَها وحرارَتَها قبل أن تفيض بهما على السابلة والسيّارين فى ملكوت النهار، لها إيقاع لا تُخطئه العين ولا تختلّ على صراطه خطوة الروح، فكأنها من طمى مصر عُجِنَت وفى فرن الفتنة خُبِزَت، فكانت مصرية إلى الحدّ الأقصى، وأنثى كما اشتهى كِتابُ الخلق وخطّ تعريفاته وتصوُّراته، وكانت.. معالى زايد.
    وجهٌ مُريح كبستانٍ أحسن الزرّاع تقسيمه وتوشيته بأشجارهم وأصص ورودهم، وابتسامة – إذ تخطر على صفحة هذا الوجه الهادئ – كأنها ربيع فرد جناحيه على اتّساع الملامح، بقامة معتدلة وقوام مصقول كعمود رخامى أنضجته كفُّ النحّات وأشعلت بريقَه قرونُ الصيف والشتاء، اكتسبت الفاتنة السمراء حضورًا ماديًّا ناصعًا، وبوّابة ناعمة وحريرية الوَقع لتقدمة الروح على مسارح الرائين، فإن وَقَعتَ فى أَسْرِ الملموس – ولا شكّ ستقع – فلن تنجو بحال من أسر المحسوس، فعلى جبهتها مُحكمة الانحناء ومحسوبة التقوّس، اتّكاءً على هندسة تُدرك حدود الليونة ذات البأس، وعلى بشرة مشتعلة السمار ككأس نبيذ فى يد حسناء خمريّة اللون، ستنطبع قطعة من روحك ساجدةً وسجينةً، لا فِكاك لأسرها ولا رغبة، غاية المُشتَهَى ومآلُ ابتهاجه الأعظم أن ترنو من موقعك لعينين سماويتى السَّمْتِ، على قدر إحاطتك بحدّيهما على قدر تيهك فى اتساعهما اللانهائى، وعجزك عن سبر غَورَيهما وهتك سرّيهما واستكناه جوهريهما والنفاذ إلى منبع الضوء والإضاءة فيهما، ولكنهما – رغم طاقة السحر المخبوءة فى طينتيهما – لن تصرفاك عن السياحة على جسر أصاب سماء البهاء وإن أسماه العابرون ومحدودو المعرفة أنفًا، فشموخه وإحكام تسلسله من مجمع العينين إلى بركان الفم المحروس بشفتين بضّتين بالغتى الاكتناز والاستدارة، يجعله أكبر من أنف وأجمل من جسر يقود السالك من عذوبة العين إلى فورة البركان/ الفم، بينما تخاتل خطوة العابر – عن اليمين وعن الشمال – وجنتان مكتنزتان ناهضتان كتَلَّتَين من كَرْمٍ وتُفّاح فى موسم حصاد ماتع، أو كقُبَّتين من مرمر صقلهما اختلاف وتبدّل النسيم عليهما، فصارتا مرآتين أنّى تراءيت لهما رأيت وجهك وأحلامك وأنثاك الافتراضية الاستثنائية، بنكهة وتوقيع معالى زايد.

    معالى زايد في سطور


    معالى.. معراج الفاتنة بين الأم والخالة

    قبل واحد وستين عامًا وبضعة أيام – بالتحديد فى الخامس من نوفمبر عام 1953 – كان المشهد الأول فى حياة معالى عبد الله المنياوى، ابنة الفنانة القديرة آمال زايد “الشهيرة بدور أمينة فى ثلاثية نجيب محفوظ”، وابنة شقيقة الفنانة جمالات زايد صاحبة الحضور الكوميدى اللامع فى سينما النصف الأول من القرن العشرين والعقدين الأوّلين من نصفه الثانى، المشهد الذى لا شكّ ترك بصمة على روح ووعى الطفلة معالى زايد، فقطعت خطواتها الأولى على طريق الفن بثقة واتّزان، تخرّجت فى كلية التربية الفنية ثم التحقت بأكاديمية الفنون لتحصل على بكالوريوس المعهد العالى للسينما، قبل أن تضع قدمها على درجة السلّم الأولى فى رحلة ناصعة وشديدة الوهج والعبق، باختيار المخرج الكبير نور الدمرداش لها للمشاركة فى مسلسل “الليلة الموعودة” فى العام 1987، لينطلق قطار معالى زايد – بخفّة وثبات – ممتلئًا بيقين الوصول وبمعلومية القِبلة وإحسان الاستقبال.
    منذ انطلاقتها أمام كاميرا نور الدمرداش وعلى شاشة العام 1987، قطعت معالى زايد رحلتها الفنية – المتجاوزة للربع قرن – بإيقاع لا يشوبه الارتباك ولا تزاحم الفوضى جمله ونغماته، فقدّمت عشرات الأدوار المتنوّعة والجيّدة على المسرح وفى السينما والتليفزيون، دون أن تتورّط فى ما لا تُحب ولا ترضى، وهو ما ساهم فى ابتعادها لفترات طويلة، واختفائها الكامل فى فترات أخرى، الاختفاء الذى دعمه عزوفها عن الإعلام والبرامج التليفزيونية الفنية واكتفاؤها بالعمل وحسب، وهو ما منح المساحة الكاملة فى ذهن ووعى وروح المتلقّى لمعالى زايد الفنانة، ولأعمالها وأدوارها وتفاصيل الشخصيات التى لعبتها، بعيدًا عن الانشغال بالشخصى واليومى وعديم القيمة، الذى يصرف الذهن والاهتمام عن الفن والإبداع – تمامًا كما يتورّط كثيرون من الفنانين – لتنجح معالى زايد عبر رحلتها غير الطويلة زمنيًّا، والخصبة والباذخة إبداعيًّا وفنيًّا، فى حفر علامات ومساحات مهمّة فى ذاكرة المتابعين وجماهير الفن، بقماشة واسعة من الأدوار ونوعيّات الشخصيات التى لعبتها، والتى تجسّدت المرأة المصرية بكامل رونقها وبهائها العابر للراهن والمعجون بالسحيق، فكانت نموذجًا للمرأة فى مختلف تجلّياتها، أمًّا وحبيبة وصديقة، مستقلّة وخاضعة وقاسية وحانية، رومانسية وجافة ومغرية ومُحتشمة محافظة، كوميدية وتراجيدية وشديدة الحدّة والوضوح، أينما وجّهت وجهك ستجد معالى زايد ماثلة بحضورها وشحمها ولحمها، وكيفما تخيّلت أو تصوّرت أو اصطدمت بنموذج قار وعميق وبعيد عن المتناول للمرأة المصرية من الماء إلى الماء، فما عليك إلا التقليب فى أفلام ومسلسلات معالى زايد، وستجد ضالتك وتقرأ غاية ما ملّكتك الحروف من طاقة وبصيرة.
    معالى زايد في سطور

    شخصية معالى زايد بين الكاميرا والريشة

    الموهبة الأولى لمعالى زايد ومجال دراستها شكّلا جانبًا مهمًّا من شخصيتها، ولأن الفنون على تنوّعها تتناسل وتتكامل فإن مسار معالى زايد فى حدائق الدراما على اختلافها، فى السينما أو المسرح أو التليفزيون، كان ملوَّنًا ومحسوب الأبعاد والكتل كأنه لوحة تشكيلية، بينما كان الفن التشكيلى نفسه فسحة معالى زايد وركنها الفسيح المريح، هروبًا من تعقيدات الحياة وتشابكاتها، أو من ضعف الأدوار المعروضة عليها ومنطق السوق والتجارية اللذين سيطرا على الساحة الفنية، المهمّ أن الفنانة التشكيلية معالى زايد أجادت فى الرسم قدر إجادتها فى التمثيل، وأقامت معرضًا لأعمالها حمل اسم “الوجه الآخر”، ورغم تركيزها على فن البورتريه بالدرجة الأكبر، إلا أن السمات الفنية والأسلوبية لها يمكن الوقوع عليها بشكل أو بآخر عبر أعمالها الفنية، ومن خلال قراءة قراءتها للوجوه التى أعملت فيها ريشتها، فكانت خطوطها البسيطة الانسيابية، وميلها إلى المساحات اللونية الكبيرة، مع غلبة الألوان القاتمة والدرجات الحادة من الألوان الدافئة أحيانًا، جميعها تقدّم قراءة لشخصية معالى زايد: المستقرّة نفسيًّا وإن مالت إلى الاكتئاب والنظرة الميلودرامية للحياة، مع بساطتها فى التعامل كانسيابية خطوطها التشكيلية، وسعيها إلى الدفء والبهجة، وهو السعى الذى ترجمته دائمًا بابتسامتها الدافئة اللامعة التى كانت وشمًا دائمًا فى أعمالها وحياتها، وهو الدوام المبهج للناس والحامل لأسئلة الشكّ فى صدق بهجتها الشخصية وحقيقية ابتسامتها المُلهِمَة.
    معالى زايد في سطور

    فيما يتّصل بما فوق الفنى والشخصى، لم تكن معالى زايد شخصية ملتحمة بالواقع فى مستوياته السياسية والاجتماعية، التحامًا إنسانيًّا مباشرًا، ربما اكتفت بالالتحام الفنى الذى عبّرت به وعبرت من خلاله إلى مختلف الشرائح والطبقات الاجتماعية، لامسة همومهم وأوجاعهم بأدوارها العديدة، ربما اكتفت معالى زايد منذ ظهورها بهذا التعويض النفسى والفنى عن الاشتباك مع الراهن والمُلحّ فى قضايا الوطن والمواطنين، ولكن المرحلة الأخيرة من حياتها شهدت خروجًا على هذا النسق، ربما لغياب الالتحام الفنى الذى كان يُمثّل التعويض وطاقة التنفيس الحية والمفتوحة على الجدل والأسئلة والإجابات، فكان اشتباك معالى زايد الأول – منذ بدايتها الفنية – مع الشأن السياسى والعام بشكل مباشر، مع انطلاق الانتخابات الرئاسية الأخيرة فى أواخر مايو الماضى، حينما دعت إلى النزول إلى صناديق الانتخابات، ورفضت مواقف المقاطعين والرافضين للانتخابات ونفت عنهم الوطنية، طالبة منهم ترك البلد إن امتنعوا عن المشاركة فى انتخاباتها، وذلك قبل أن تهنّئ المشير عبد الفتاح السيسى عقب فوزه بالمنصب، وتطلب منه مراعاة النساء وإعطائهن حقوقهن كاملة، خاصة وأنهن السبب المباشر والأكبر فى فوزه بالمنصب، باحتشادهن الكثيف وغير المسبوق أمام لجان الاقتراع، حسب ما فسّرت معالى الأمر وقتها من وجهة نظرها.
    معالى زايد في سطور

    فيلموجرافيا.. ربع قرن فى حضرة “معالى الفن”

    على مدى رحلة زمنية تجاوزت الربع قرن، وعمر بيولوجى كسر دائرة العقد السادس وقطع خطوة واحدة فى العقد السابع، قدّمت الفنانة معالى عبد الله المنياوى – المعروفة والمحفوظة عن ظهر قلب باسم معالى زايد – أكثر من 90 عملًا متنوِّعًا ما بين السينما والمسرح والتليفزيون، انطبع كثير منها فى وعى وذائقة وأرواح الجماهير على امتداد هذه السنوات، فكانت “كريمة” فى فيلم “الشقة من حق الزوجة” مع النجم محمود عبد العزيز، نموذجًا حيًّا يُجسّد كثيرات من الزوجات، ويُمثّل بابًا للسخرية والتنفيس لكثيرين من الأزواج، وكانت “فاطمة” فى مسلسل “دموع فى عيون وقحة” آية فى الرقة والرومانسية ومبرِّرًا منطقيًّا مقنعًا لتضحيات الزوج ومخاطرته بمستقبله وحياته، وكذلك كانت سلوى فى فيلم “للحب قصة أخيرة”، و”قدارة” فى فيلم “سمك لبن تمر هندى”، و”بسبوسة” فى فيلم “السكاكينى”، وغيرها من الأدوار التى تركت ذكريات مضيئة أو قدّمت تعزيات عن وجع أو جرح، أو قادت قلب عاشق إلى مساحة من الرومانسية، أو ربّتت على قلب أخطأ الحب عنوانه.
    معالى زايد في سطور

    بمجرّد مراجعتك لفيلموجرافيا – قائمة أعمال – الفنانة معالى زايد، ستكتشف أن الحصة الأكبر من هذه الأعمال مرّت على عينيك وذاكرتك، وأنك فى الغالب تحفظ كثيرًا من مشاهدها ومواقفها ومفارقاتها، فمن قائمة أعمال معالى زايد تتجلّى: فيلم “وضاع العمر يا ولدى” 1978، فيلم “درب الفنانين” 1980، فيلم “الحلال يكسب” 1982، فيلم “عروسة وجوز عرسان” 1982، فيلم “ولا من شاف ولا من درى” 1983، فيلم “العربجى” 1983، فيلم “الأرملة والشيطان” 1984، فيلم “بيت القاضى” 1984، فيلم “أنا اللى قتلت الحنش” 1984، فيلم “عسل الحب المر” 1985، فيلم “الشقة من حق الزوجة” 1985، فيلم “قضية عم أحمد” 1985، فيلم “للحب قصة أخيرة” 1986، فيلم “امرأة متمردة” 1986، فيلم “السادة الرجال” 1987، فيلم “سيداتى آنساتى” 1989، فيلم “كتيبة الإعدام” 1989، فيلم “البيضة والحجر” 1990، فيلم “الصرخة” 1991، فيلم “المتهمة” 1992، فيلم “أبو الدهب” 1996، فيلم “عنبر والألوان” 2001، ومسلسلات: “إصلاحية جبل الليمون” 1979، “أبو فراس الحمدانى” 1979، “دموع فى عيون وقحة” 1980، “عيلة الدوغرى” 1980، “بين القصرين” 1987، “قصر الشوق” 1988، “شفيقة ومتولى” 1993، “لعبة الفنجرى” 1994، “حلم الجنوبى” 1995، “الحاوى” 1996، “أم العروسة” 1998، “حارة الطبلاوى” 2001، “الدم والنار” 2004، “امرأة من الصعيد الجوانى” 2006، “حضرة المتهم أبى” 2006، “ابن الأرندلى” 2009، و”الوتر المشدود” 2011.
    معالى زايد في سطور

    كذلك قدمت الفنان معالى زايد عددًا من الأعمال المسرحية على امتداد رحلتها الفنية، ومنها مسرحيات: المهزلة، سكر زيادة، وزقاق المدق، بينما كان آخر أعمالها الفنية من نصيب الدراما التليفزيونية بمسلسل “موجة حارة” عن رواية منخفض الهند الموسمى للكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، وهو المسلسل الذى تمّ تقديمه فى موسم رمضان الماضى – فى العام الماضى 2013 – ليكون آخر أعمالها الفنية، قبل أن تتراجع حالتها الصحية خلال الفترة الأخيرة، وتدخل إلى المستشفى إثر تفاقم وانتشار السرطان فى أجزاء عديدة من جسدها، وأمام صعوبة الحالة وتراجع كفاءة أجهزة الجسم وعملياته الحيوية، لم يستطع الجسد الفاتن الرقيق احتمال وطأة هذا الألم وقسوة مخالب الورم وشراسته، فسقط فى بئر الغيبوبة والموت الإكلينيكى، لتستمر المحاولات الطبية – معلومة المآل والنتيجة – رغبة فى تخفيف ألم الرحيل وتعقيداته وفاتورة أوجاعه، وهو الرحيل الذى تمّ مساء أمس الاثنين 10 نوفمبر 2014، لتعود الـ “معالى” إلى المعالى، زائدًة بفنّها وإبداعها، وتاركة النقص للمحبين والمتابعين، ولكاميرات السينما والتليفزيون وبلاتوهات التصوير، وتاركة عبق التجلّى بيننا طيلة 61 عامًا إنسانيًّا و27 عامًا فنيًّا، لعلنا باستبطان الذكرى واستنشاق عطر المذكور الحاضر نرتقى معها إلى المعالى.


    من مواضيعى فى المنتدى

    كواليس حفل محمد منير في العين 2012, صور حفل محمد منير في العين 2012

    صور شما حمدان من الفيس بوك arabs got talent 2012

    احداث وتفاصيل الحلقة 29 من مسلسل عروس بيروت 2019

    رمزيات متسابقين عرب ايدول في لبنان , صور متسابقين عرب ايدول في لبنان 2012

    تردد قناة الإباء تحديث 2017/2018

    فساتين 2013 - احلى فساتين 2013 - فساتين مودرن 2013

    مواعيد وجدول أفلام قناة art 2 اليوم الاثنين 2-3-2015

    ملخص ونتيجة مباراة يوفنتوس وبوروسيا دورتموند اليوم الثلاثاء 24-2-2015


مواضيع متشابهة

صورة معالى زايد وهي طفلة صغيرة مع والدتها

صور حفل زفاف معالى زايد , صور معالى زايد بفستان ابيض في عرسها

معلومات وأسرار لا تعرفها عن معالى زايد

من هي معالى زايد 2015 , السيرة الذاتية للممثلة المصرية معالى زايد 2015

أشهر أعمال الفنانة معالى زايد


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.