لم تكن القيادة السياسية وقتها فى مصر قد خططت لما ستفعله عند إعلان نهاية الانتداب البريطانى فى 14 مايو 1948، وكان أقصى ما قام به رئيس الوزراء النقراشى هو إقامة مركز قيادة عسكرى فى العريش فيه كتيبة مشاة معززة بمدافع هاون، لمنع الاضطرابات التى قد تحدث فى فلسطين أن تعبر إلى مصر.
كان إسماعيل صدقى والنقراشى يعارضان تدخلا عسكريا مصريا فى فلسطين على اعتبار أن مصر ليست مستعدة عسكريا، وكان رأى إسماعيل صدقى أن مصر ممكن أن تتعايش مع دولة يهودية على حدودها الشرقية وفقاً لقرار التقسيم، أما الملك فاروق فكان يتنازعه آراء ساسته من ناحية وتشجيع السعوديين والعراقيين له لدخول الحرب من ناحية أخرى، وكذلك رغبته فى إثبات قيادة مصر للعالم العربى وقيادته هو شخصياً للأمة العربية، وما يترتب على ذلك من مسئوليات.
ونشبت حرب 1948 فى فلسطين بين كلا من المملكة المصرية ومملكة الأردن ومملكة العراق وسورية ولبنان والمملكة العربية السعودية ضد المليشيات الصهيونية المسلحة فى فلسطين، والتى تشكلت من البلماخ والإرجون والهاجاناه والشتيرن والمتطوعين اليهود من خارج حدود الانتداب البريطانى على فلسطين.
وكانت المملكة المتحدة قد أعلنت إنهاء انتدابها على فلسطين وغادرت تبعا لذلك القوات البريطانية من منطقة الانتداب، وأصدرت الأمم المتحدة قرارا بتقسيم فلسطين لدولتين يهودية وعربية، الأمر الذى عارضته الدول العربية وشنت هجوما عسكريا لطرد المليشيات اليهودية من فلسطين فى مايو 1948، استمر حتى مارس 1949.