“مصر التى فى خاطرى وفى فمى.. أحبها من كل روحى ودمى”.. هذه الكلمات التى غنتها كوكب الشرق وسيدة الغناء العربى أم كلثوم لمصر، معبرة عن كل ما يجول فى نفوس المصريين والعالم العربى، عندما تسمعها تصبيك القشعريرة من شدة الإحساس بالوطنية وروعة الانتماء إلى “أم الدنيا”.
غنت كوكب الشرق القصيدة فى سينما ريفولى بوسط القاهرة فى أول حفل لها بعد الثورة فى 30 أكتوبر 1952، من كلمات الشاعر الكبير أحمد رامى وألحان رياض السنباطى، وإنتاج عام 1952.
أثناء الثورة تم التعامل بعدوانية شديدة مع كل ما يخص عهد الملك السابق، فتم منع إذاعة أغانى أم كلثوم من الإذاعة وإقصائها من منصب “نقيب الموسيقيين” باعتبارها “مطربة العهد البائد”، ولم يكن هذا قرار من مجلس قيادة الثورة، بل كان قرار فردى تم اتخاذه من قبل الضابط المشرف على الإذاعة.
بالرغم من أن أم كلثوم غنت للجيش المحاصر فى الفالوجا أثناء حرب فلسطين عام 1948م، أغنية “غلبت أصالح فى روحى” وكان بين أفراده عبد الناصر وأنور السادات، إلا أنه تم اعتبارها ضد الثورة بسبب حصولها على قلادة صاحبة العصمة وغنائها للملك أكثر من مرة منها أغنية عام 1932 فى حضور الملك فؤاد.
وصل الأمر إلى جمال عبد الناصر شخصيا، الذى ألغى هذا القرار، وبعد أن هدأت الأمور أيدت كوكب الشرق الثورة، حتى أنها رأست اللجنة التى أشرفت على اختيار السلام الوطنى الجديد للجمهورية.
أم كلثوم أدت النشيد الوطنى الذى أعده عبد الوهاب إلا أن الدكتور حسين فوزى أثبت أن النشيد منقول من لحن للموسيقار التشيكى بيللا برنوك بعد إدخال عدة تعديلات عليه.