"ألكسندر فليمينج"، الذى قضى أوقاتًا طويلة من عمره فى دراسة الجراح المتعفنة، هو ذلك الطبيب المكتشف الشغوف، خفيف الدم الذى أخرج لنا مضادا حيويا يستخدم فى كثير من العلاجات المستخدمة حاليا لأمراض عديدة.
أظهر ألكسندر تفوقا هائلا فى دراسته ونال شهادة الطب عام 1906، أما عن اكتشافه للبنسلين، فقد جاء بفعل الصدفة، حيث أنه كان مصابا بزكام حاد ورغبة منه فى إشباع فضوله، زرع فى طبق زجاجى ملىء بالجراثيم بعضا من إفرازات فمه.
اكتشف ألكسندر أن هذه الإفرازات تحتوى على مادة كانت تمنع نمو الجراثيم، كما لفت نظره فى إحدى مزارعه البكتيرية نوع من الفطر أو العفن الأخضر التى نمت إلى جنب الجراثيم باستثناء منطقة معينة أحاطت بالعفن من جميع الجهات.
والسبب أن الفطر أذاب الجراثيم فى تلك المنطقة، فجعلها ضعيفة وهزيلة لا تأثير لها، وبذلك بعد فصل هذا الفطر وجد له تأثيرا قويا على الجراثيم، وبعد أن حلله تأكد أنه من نوع "بنسيليوم نوتاتم"، ومنه استخرج مادة البينيسيلّين الذى يعتبر من المضادات البكتيرية القاتلة للبكتيريا التى تعالج التهاب اللوزتين والزهرى والالتهاب السحائى، وغيرها من الأمراض البكتيرية.