السيمفونية، هى مؤلف موسيقى يتكون من عدة حركات، ويكتب عادة من أجل الأوركسترا، وقد نشأ هذا النوع من التأليف الموسيقى فى القرن الثامن عشر، ثم تطور على أيدى بعض أعلام الموسيقى الكلاسيكية فى القرون الثامن والتاسع عشر، وأواسط القرن العشرين حتى استقرت على الشكل الحالى.
استخدم هذا اللفظ من قبل اليونانيين على ثلاثة مراحل أولها كان لإدراك التناغم بين الأصوات المتتابعة وتلك المتزامنة، ثم استخدم ثانيا لوصف الحالات الخاصة من الأصوات المتتابعة "مثل الفترة الفاصلة بين الأوكتاف الرابع والخامس فى الموسيقى الحديثة"، واستخدم ثالثا وأخيرا لوصف تناغم الأوكتاف.
أما عند الرومان فقد استخدم بصفة أساسية لوصف توافق الأصوات والموسيقى، وما زال يستخدم فى الشعر، ترجع البدايات الحقيقية للعمل السيمفونى لعصر الباروك وهو الفترة الممتدة من أواخر القرن السادس عشر وحتى أوائل القرن الثامن عشر فى تاريخ أوروبا، حيث استخدمت السيمفونية كافتتاحية إيطالية للأوركسترا والتى عادة كما كانت تتكون من ثلاث حركات فى أنماط راقصة.
ومنذ القرن الثامن عشر تبلور البناء العام للسيمفونية ليكون من شقين وهما: حركات حيث تحتوى السيمفونية على 4 حركات، تبدأ بحركة سريعة على نمط سوناتا ثم تليها حركة ثانية بطيئة، ثم يتبعها حركة ثالثة، إما تكون على نمط المينبوويت (بالفرنسية:
minuet) أو على نمط ثلاثى (بالإنجليزية: Ternary)، وقد تطورت لتصبح فيما بعد نمط شيرزو (بالإنجليزية: scherzo)، ثم تختتم السيمفونية بحركة سريعة على نمط روندو (بالإنجليزية: rondo) أو سوناتا أو الاثنين معا.
ومع تنامى الأوركسترا فى أوروبا، بدأت السيمفونية تطرق مجال الحفلات الموسيقية بقوة، وامتدت فترة التحول هذه لمدة 30 عاما فى الفترة 1790 إلى 1820، وكانت أعمال لودفيج فان بيتهوفن هى من قامت بتثبيت أركان هذا البناء فى أوائل القرن التاسع عشر.