Thread Back Search

الإسلاموية السياسية إنقلب السحر على الساحر ...

  • طلال محمود
    2010-12-29




  • من المثير للدهشة والإستغراب أن يقدم القيادي في الجهاد الإسلامي خالد البطش على إطلاق العنان لنفسه بتوجيه الإتهام وتحريف الحقائق الدافعة والإفتاء بأن معظم قادة ومسؤولي الخط السلفي أو من ينتهجون هذا الفكر هم أعضاء سابقين في حركة فتح أو في الأجهزة الأمنية التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، وذلك في حديث إعلامي في محطة ( بي بي سي ) ونفى ما يُقال بأن التيّارات السلفية تجمع عناصرها من تنظيمات أخرى من بينها الجهاد الإسلامي ... وأن هؤلاء الشباب قد رأوا أن العودة إلى غزة والعمل من غزة يتم فقط عبر التيّار الإسلامي أو السلفي.


    إن مغالطة الواقع والسعي إلى البراءة من إحداثياته، لا يمكن أن ينفي كونه حقيقة موجودة / ولا يشكل غطاء لأحد / أو يحلله من مسؤولياته .. إذ يعرف القاصي والداني بأن الإفرازات السلفية والأصولية الجهادية والدعوية في قطاع غزة لا يمكن أن تأتي من خلال حركة فتح والأجهزة الأمنية الرسمية، بل الحاضنة وماكينة التفريخ لها هي الحركات الإسلامية وخصوصاً تلك المنغمسة فيما يسمّى ظاهرة الإسلام السياسي / أو الإسلاموية السياسية / أو الأسلحة السياسية / التي يمثل الجهاد الإسلامي وحركة حماس عناوينها الرئيسية على الساحة الفلسطينية، وهذا ليس من باب التحليل الموضوعي والمنطقي فقط بل عبر الشواهد والأدلة الثابتة على الأرض.
    إن حركة حماس لا تقوم فقط بتفريخ المجموعات الأصولية والسلفية بل تذهب إلى حد رعايتها وتمويلها والسعي إلى إستقطابها أحياناً لتبقى تحت جناحها وإشرافها وضمان توظيفها وتجنيدها لخدمة أهدافها ومخططاتها على الساحة الفلسطينية ... وفي بعض الحالات إصطدمت معها كما حصل عندما قامت مليشيات حماس بتدمير مسجد إبن تيمية في رفح على رؤوس من فيه وقتل وإصابة العشرات وفي مقدّمتها شيخ السلفية ( عبد اللطيف موسى ). فيما قامت بتطويع وتدجين العديد من المجموعات السلفية الأخرى.
    وبالمقابل فإن جماعات سلفية متشدّدة مثل ' جلجلت ' المنشقة عن حركة حماس ولا زال عدد كبير من عناصرها يتسترون بالإنتماء لحماس ويعملون بسرّية من داخل تشكيلاتها العسكرية والأمنية، وقامت الأجهزة الدعوية في الحركة بحملة واسعة للتدقيق والإستقصاء عن أعضائها والعمل على ثنيهم عن توجهاتهم الجديدة المبنية على أسس عقائدية ونتيجة لقناعتهم بإنحراف حماس عن الخط الجهادي وتخليها عن المقاومة ومواجهة الإحتلال الإسرائيلي وعدم إقامة سلطة الشريعة في قطاع غزة بعد الإنقلاب على السلطة الوطنية.

    وقد ساهمت قيادة حماس وعَمِلتْ على تفتيت تلك الجماعات الأصولية ممّا زاد من أعدادها ومسمّياتها وحضورها ودخلت على خط التمويل لهذه الجماعات الأصولية / أجهزة مخابرات إقليمية مثل الحرس الثوري الإيراني والمخابرات الإيرانية وحزب الله / وبعضها يُدار ويجرى تمويله من قَِبَلْ المخابرات الإسرائيلية ( الشاباك ) بطريقة غير مباشرة.


    أما حركة الجهاد الإسلامي فهي ليست بمنأى عن هذه الظاهرة ففي الآونة الأخيرة قامت بفصل أكثر من 400 عنصر في تشكيلاتها المختلفة دفعة واحدة بعد الفرز والتصنيف أنهم يعملون ضمن مجموعات أصولية وسلفية، ولا يلتزمون بقرار حركة الجهاد الإسلامي بوقف كل أشكال المقاومة والجهاد إلتزاماً بتوافقات محمد الهندي مع حركة حماس الذي بات محل علامة إستفهام كبيرة حتى في صفوف عناصر وكوادر الجهاد الإسلامي، والتي دفعت بالعديدين منهم للإستنكاف أو التخلي عن إنتمائه التنظيمي، لأسباب عقائدية وجهادية.


    في ذات الوقت فإن المجموعات الأصولية والسلفية لا يمكن إنكار وجودها في القطاع وأن غالبيتها تدّعي الوصل والوصال مع تنظيم القاعدة العالمي والسير على منهجه والإقتداء بتوجيهاته. ولكن هناك أيضاً من له صلات وإتصالات حقيقية وجدّية مع تنظيم القاعدة من بين هذه المجموعات المسلحة وتحظى بالتمويل المفتوح الذي يمكنها من تجنيد الأنصار الجدّد والحصول على التسليح اللازم .. وعلى سبيل المثال فإن ( أبو الوليد السعيدني ) الشهير بالمقدس في أحد إصداراته الدعوية والتوجيهية لجماعته ( التوحيد والجهاد في أكناف بيت المقدس ) يقول:


    ' إعلموا بأن فلسطين الحبيبة جبهة أساسية في القتال ضد الصليبية اليهودية، ووقوفكم بجانب إخوانكم في تنظيم القاعدة هو عز لكم وللأمة الإسلامية، وتأخركم في ذلك يزيد من القهر والإستعباد لكم وللأمة الإسلامية، إلا أن يشاء الله تعالى '. ويتابع في خطابه الموجّه لأنصاره قائلاً: عليكم بالتدرّب على فنون القتال والتفخيخ والتفجير وصنع الصواريخ وإدخال المهاجرين وإيوائهم وحمايتهم أول الأمر، وهيئوا أنفسكم لإستقبال المهاجرين وهذا من أهم عوامل النصر في مثل هذه الحروب ( المقصود بالمهاجرين أعضاء القاعدة من العرب والأجانب ).


    ويطالب السعيدني أنصاره بتعلم طرق تخزين المواد الغذائية الضرورية لفترات طويلة، وإقتناء الأسلحة قدر المستطاع وتخزينها تخزيناً صحيحاً، ورسم خارطة مشفرة بأماكن التخزين، ويأمرهم بالتركيز والتدقيق في خطابات حكيم الأمة الشيخ المنصور ' أيمن الظواهري ' ومراجعة هذه الخطابات والتدقيق في ألفاظها جيداً خاصة جميع أشرطته في العام الميلادي المنصرم. كما يوصي بعدم فتح جبهة الآن مع حماس فالوقت لا يحتاج إلى تشتيت ومطاردة فلكل وقت وحساب وإياكم والتسرّع.


    الأخ خالد البطش وأنت من القلائل الذين يحظون بالإحترام الوطني، إننا نعيب عليك مثل هذه السقطة التي تخدم أجندات أخرى .. حركة فتح لا يمكن أن تكون مصدر للإنحراف أو التحريف، لا من حيث الفكر أو المنطلقات، ولا تختبئ خلف مسمّيات وأوهام شريرة العواقب، وعندما تقرّر العمل في غزة وهي لم تخرج منها أصلاً وأنت تدرك وتعرف ذلك جيداً ... فهي ستعمل وتنفذ برامجها وتوجهاتها تحت راية فتح ولن تستطيع قوّة أي قوّة أن تمنعها من تحقيق ذلك عبر أطرها وقياداتها وأعضائها وأنصارها ولتعلم أنت وغيرك أيضاً بأن أفراد وضبّاط الأجهزة الأمنية الشرعية منضبطون وملتزمون بتعليمات قيادتهم في رام الله ومن يشذ عن هذه القاعدة يتم فصله وطرده فوراً بلا سابق إنذار ... وبلا شك أن حركة فتح والسلطة الوطنية تفهم وتعي وتقدّر أكثر من غيرها حجم الضرر وسوء النتائج لوجود مثل هذه المجموعات والتنظيمات الأصولية والسلفية على القضية الوطنية ولكنها نمت وترعرعت في دفيئة الإسلام السياسي ممثل في حركتي حماس والجهاد، وجرى إستخدامها أسوأ إستخدام ضد السلطة الوطنية في قطاع غزة قبل الإنقلاب الأسود، من قِبَلْ حركة حماس ولكن السحر إنقلب على الساحر؟!


    من مواضيعى فى المنتدى

    محمد دحلان حلُّ السلطة الوطنية خيار انتحاريّ يضرُّ بمصلحة الشعب الفلسطيني

    نموذج خامس من الحرب الدعائية القذرة على الأخ المناضل محمد دحلان

    محمد دحلان جامع النقائض فى السلطة الفلسطينية يعترف بصراحة

    كتب فايز أبو شمالة: سيخرج محمد دحلان منتصرا.

    غزة راحت وأراحت يا سيد دحلان

    الإسلاموية السياسية إنقلب السحر على الساحر ...


مواضيع متشابهة

كلمات السحر الحلال ماجد المهندس 2015 مكتوبة

تعرف على أول دولة منحت المرأة حق التصويت والترشح للمناصب السياسية

بالفيديو حارس يحمي مرماه باستخدام السحر والشعوذة

بصير: الأجواء السياسية بين الجزائر والمغرب تشعل موقعة مارس


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.