Thread Back Search

اخبار جريدة الشرق الاوسط اليوم الاحد 23/9/2012

  • Dreambox-Sat
    2012-09-23




  • اخبار جريدة الشرق الاوسط اليوم الاحد 23/9/2012





    مجلس الأمن يوجه انتقادات حادة لإيران لتهريبها شحنات عسكرية للنظام السوري
    سوزان رايس: صادرات الأسلحة الإيرانية إلى نظام الأسد القاتل تثير القلق
    واشنطن: هبة القدسي

    انتقدت الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي قيام إيران بتقديم مساعدات عسكرية وتهريب أسلحة ومعدات إلى سوريا لدعم الرئيس السوري بشار الأسد في قمع المعارضة ضده وسحق المتمردين. وأعربت عن قلقها من تقدم إيران في برنامجها النووي ووجود أبعاد عسكرية للبرنامج الذي تقول طهران إنه يقتصر على الاستخدامات السلمية. ومن المتوقع أن يكون الملف النووي الإيراني على رأس جدول أعمال الاجتماع الوزاري للقوى الغربية الأربع، إضافة إلى روسيا والصين، في 27 سبتمبر (أيلول) الجاري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع القادم.

    وقالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس خلال اجتماع مساء الخميس حول العقوبات على إيران: «إن صادرات الأسلحة الإيرانية إلى النظام الأسدي القاتل في سوريا تثير القلق بشكل خاص». واستشهدت رايس بتقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة الصادر في مايو (أيار) الماضي، الذي يراقب مدى امتثال إيران لأربع جولات من العقوبات التي أقرها مجلس الأمن على إيران. ويؤكد التقرير أن إيران تقوم بنقل الأسلحة إلى سوريا، ويعتبرها الطرف الأساسي في مبيعات الأسلحة غير المشروعة لسوريا. ولم تذكر رايس العراق بالاسم، لكنها طالبت بالتزام الدول المجاورة لإيران بمنع تهريب الأسلحة عبر أراضيها، وقالت: «الدول في المنطقة يجب أن تعمل معا، وتضاعف جهودها لفحص وتفتيش ومنع الشحنات الإيرانية غير المشروعة، بما في ذلك الشحنات عبر الممرات الجوية». وأشارت رايس إلى تقدم إيران في أنشطتها النووية المحظورة وقالت: «إن الدول الأعضاء لا يمكن أن تكون راضية عن القفزات التي تقوم بها إيران إلى الأمام في أنشطتها النووية المحظورة، وعلينا أن نعترف بأننا نواجه وضعا يزداد سوءا». وأضافت: «نعتقد أنه لا يزال هناك وقت ومساحة للدبلوماسية، لكن المسؤولية تقع على عاتق إيران للرد بشكل بناء، وعلى المجتمع الدولي التأكد من أن إيران تتخذ خطوات واضحة، وإلا فسيتم تشديد العقوبات عليها».

    وأكد السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت إدانة بلاده لعمليات نقل أسلحة إلى سوريا، وأكد على ضرورة تشديد العقوبات على إيران لدفعها للتخلي عن طموحاتها النووية، وقال: «هذا أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف». وأضاف غرانت «أنه يتناقض مع إرادة الشعب السوري، ويذكرنا بنفاق إيران حول دعمها للحرية في العالم العربي». وأضاف السفير البريطاني: «لا يمكن لإيران أن تستمر في تجاهل مخاوف المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي، وقيامها بدعم النظام السوري، ودورها في أن تكون مصدرا للإرهاب».

    وقال السفير الألماني لدى الأمم المتحدة بيتر فيتيغ - الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الأمن - إن بلاده قلقة من الدعم الإيراني لنظام الأسد المتزايد، وفقا للتقارير الأخيرة، وقال: «إن إيران تقوم بشحن أسلحة إلى سوريا تحت ستار إرسال مساعدات إنسانية». وقال السفير الفرنسي جيرار ارو: «إن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا قد قضوا مئات الساعات للتفاوض مع إيران لحل المشاكل المتعلقة ببرنامجها النووي، ولم تبد إيران أي اهتمام في اتخاذ خطوات من شأنها أن تقلل من مخاوف أنها تحشد قدراتها لإنتاج أسلحة نووية». وقال السفير الكولومبي نستور اوسوريو إنه لا يزال يتلقى تقارير حول قدرة المجتمع الدولي تنفيذ الجولات الأربع من عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران.

    فيما أكد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن بلاده تقوم بتنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن إيران، لكنها تعارض فرض مزيد من العقوبات عليها، وقال: «إن روسيا ملتزمة بشكل كامل بجميع قرارات مجلس الأمن حيال إيران، ومتأكدون من فعالية العقوبات ووحدة جهود المجتمع الدولي إزاء الملف النووي الإيراني». ولم يشر المندوب الروسي إلى شحنات الأسلحة التي تقوم إيران بتهريبها إلى سوريا.

    من جانب آخر، هدد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور جون كيري بإعادة النظر في المعونة الأميركية المقدمة إلى بغداد، ما لم تقم الحكومة العراقية بوقف الرحلات الإيرانية إلى سوريا عبر مجالها الجوي.

    وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأميركية الخميس: «إنه ينبغي للحكومة العراقية رفض طلبات العبور للطائرات الإيرانية المتوجهة إلى سوريا والمطالبة بهبوط تلك الطائرات على الأراضي العراقية لتفتيشها بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1929، ونحن مستمرون في العمل مع العراقيين حول هذا الموضوع، وأن يكونوا يقظين فيما يتعلق بأي إساءة لاستخدام إيران لمجالهم الجوي». ونفت نولاند نية بلادها ربط المساعدات الأميركية للعراق بتلك القضية وقالت: «لا ندعم ربط المساعدة الأميركية للعراق بموضوع عبور الرحلات الإيرانية؛ لأن مساعدتنا موجهة جزئيا نحو القضايا الأمنية، ودعم العراقيين في بناء قدرتهم للدفاع عن مجالهم الجوي».

    فيما نفت الحكومة العراقية تلك الاتهامات وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية: «إن العراق مستعد أن يكون جزءا من الجهود الإقليمية والدولية والقيام بأي إجراءات لوقف نقل الأفراد والمعدات العسكرية إلى الطرفين المتصارعين في سوريا». وأضاف الدباغ: «العراق يؤكد أنه لن يشارك أبدا في نقل أي شحنات عبر مجاله الجوي أو أراضيه إلى سوريا أو يساعد أو يسمح به».

    إلى ذلك، اقترحت دول عربية أمس تمديد التفويض الممنوح لمحققي الأمم المتحدة الذين يقومون بتوثيق جرائم الحرب في سوريا، وقالت إن هناك حاجة إلى المزيد من الخبراء للمهمة.

    ويدعو مشروع قرار قدمته إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مجموعة من الدول العربية مدعومة من القوى الغربية لاستمرار التحقيقات على مدى ستة أشهر مقبلة. وقال المحققون بقيادة البرازيلي باولو بينيرو يوم الاثنين إنهم أضافوا عددا من الأسماء إلى قائمة سرية من السوريين الذين يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب خلال الانتفاضة المستمرة منذ 18 شهرا ضد الرئيس بشار الأسد.

    وقدم المغرب مشروع القرار بالنيابة عن الكويت وقطر والأردن وليبيا والسعودية وتونس بعد أن ناقشه جميع الأعضاء في المفاوضات غير الرسمية هذا الأسبوع.

    ويأمل مقدمو مشروع القرار في إقناع روسيا والصين على الأقل بالامتناع عن التصويت بدلا من التصويت ضده هذه المرة لإرسال إشارة قوية من المجلس الذي يضم 47 عضوا بأن الانتهاكات يجب أن تتوقف.

    __________________________________________________ __________

    مارتن شولوف: الثوار السوريون يعلمون أنهم وصلوا إلى نقطة اللاعودة
    الصحافي البريطاني بـ«الغارديان»: النظام يسيطر على غرب حلب والثوار على شرقها بنسبة تتراوح بين 50 و60%
    لندن: نادية التركي

    «نقطة اللاعودة».. هكذا عنون الصحافي البريطاني مارتن شولوف مقاله الذي تصدر الصفحة الأولى من الملحق الأسبوعي لصحيفة «الغارديان» البريطانية، وهذا ما أكده في لقاء مع «الشرق الأوسط» التي التقته في لندن، وقال مارتن الذي قضى 15 يوما في سوريا في زيارتين قام بهما الشهر الماضي إن من أهم ما لاحظه وأثر فيه إنسانيا هو ما عبر عنه بقوة الإحساس بـ«الكرامة» لدى المعارضين، موضحا أن ذلك يحدث «خاصة في المناطق الريفية، فهم لا يمتلكون أموالا، فقط بعض السلاح، ولا مستقبل واضحا، ويعلمون أن المسألة مسألة حياة أو موت، وأنهم إما سينتصرون ويحصلون على كل شيء وإما سيخسرون كل شيء، وقبلوا ذلك بكل كرامة، وهم يعلمون جيدا وواعون بما يواجهونه، ويعلمون أنهم بدأوا طريقا، وإذا لم ينهوا ما بدأوه فهذا يعني نهايتهم. فهذه ثورة النصر أو الموت بالنسبة لهم». وقال شولوف إنه لاحظ هذا الأمر في كل الأماكن التي قام بزيارتها خاصة حمص، وريف إدلب، وجبل الزاوية، وحلب.. حيث تردد الصحافي البريطاني ومراسل «الغارديان» المتخصص في قضايا الشرق الأوسط على سوريا ست مرات منذ شهر فبراير (شباط) الماضي. وقال إنه كان دخل عبر الحدود اللبنانية خمس مرات لكن في زيارته الأخيرة دخل عبر الحدود التركية، لأن الجيش الحر أصبح يسيطر على منطقة حدودية اسمها «باب الهوى» وأصبح الأتراك يسمحون بالانتقال إليها إذا أطلعتهم على جواز سفرك. وأكد شولوف أن هذا الكلام بدأ منذ نحو شهر فقط، وأنه في الماضي كان العابرون نحو سوريا يضطرون في الغالب للقفز من فوق الأسوار.

    وحول المسموح لهم بالعبور، قال مارتن إنه إلى جانب الإعلاميين وعمال الإغاثة يسمح للسوريين الذين يحملون جوازات سورية، موضحا أن «هذا لم يكن مسموحا به في الماضي حيث كانت السلطات السورية هي التي تسيطر على الحدود، وخاصة من الناحية التركية».

    وأضاف المسؤول عن شؤون الشرق الأوسط في «الغارديان»، أن «هذه المرة هي الأولى التي أصبح ممكنا لنا اجتياز الحدود عبر (باب الهوى) و(باب السلام)، ومنذ نهاية يوليو (تموز) أصبح الجيش الحر يسمح بتجاوز الحدود، ثم توخت السلطات التركية نفس الإجراءات».

    وحول مسألة التأكد من الولاء للمعارضة للسماح بالعبور، قال مارتن «في الواقع لست متأكدا من هذه المسألة لأنه ليس لديهم أجهزة كومبيوتر تحمل قوائم أسماء توجهاتهم واضحة، وما يبدو هو أنهم يسمحون للمدنيين بالدخول والخروج، ممن ليس لهم ملفات استخبارية حولهم».

    وحول صحة ما سبق أن صرح به معارضون سوريون لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق من أن المساحة المحررة بين إدلب والحدود التركية نحو 250 كلم، أجاب مارتن «لا، بل أعتقد أن نحو 60 كلم محررة، ولا توجد أي منطقة محررة كليا، وخاصة أن القوات السورية موجودة دائما عبر الجو من خلال الطائرات الحربية، ولكن هناك مناطق مثل الريحانية وإدلب وجبل الزاوية ليست محررة كليا، فأحيانا يقوم النظام بما يسمى الحواجز الطيارة، وهي حواجز متنقلة تقام لساعة أو ساعتين ثم تتنقل نحو مكان آخر، ويحاول أن يكون موجودا دائما من خلال الجو، إنها مناطق آمنة إلى حد ما لكن لا يمكن الجزم بأنها محررة كليا».

    وبخصوص الوضع في حلب وما يشاع عن أن من يمتلكون المال وأثرياء البلاد غير سعداء بما يحدث في الثورة، وأن فقراء حلب يرون أنها ثورة طبقية، قال الصحافي البريطاني إن «ريف حلب وأحوازها هي مناطق فقيرة بالفعل، وإنهم مناصرون تماما للثورة، لكن وسط المدينة ليس فعليا مع الثورة، الثوار يسيطرون على ما بين 50 و60 في المائة من المدينة، لأن النظام لا يمكن أن يدخل، وفي الجانب الغربي من المدينة النظام ما زال يسيطر عليها»، وأضاف قائلا «ونحن كصحافيين لم نتمكن من الدخول إلى غرب حلب لأننا لم ندخل البلاد بالتأشيرة ومن الصعب فعلا الدخول واجتياز الحواجز الأمنية التي يقيمها النظام هناك».

    وأضاف قائلا «لدي معلومات من الناس الذين تحدثنا إليهم أن غرب مدينة حلب ما زال مع النظام وهو الجانب الذي يضم المنطقة التجارية، وأن الناس هناك وخاصة التجار كانوا يفضلون مواصلة عملهم بشكل طبيعي ولم تكن لديهم رغبة في أن تصل الثورة لهم».

    وعند سؤاله عن رأيه حول إمكانية استعادة النظام لحلب أو أن النصر سيكون من نصيب الثوار فيها، قال شولوف إنه «من الصعب الإجابة عن هذه المسألة، الناس وسط المدينة سيقولون إنهم لم يسألوا الثوار أن ينقلوا الثورة إليهم، والصراع انتقل إليهم من ريف حلب الذي يناصر وبكل قوة المعارضين. ولا أعتقد أنه من الممكن أن تسقط حلب إلا إذا تمكنت المعارضة من إثبات شيئين، أولهما أنه يمكنهم تأمين انتصار عسكري وسريع، وحسب معاينتي للأحداث أرى أن هذا الأمر غير ممكن حاليا. والحل الثاني هو ضرورة إيجاد بديل جدي للنظام في حلب لكن أعتقد أنه رغم أن المدينة لم تلق معاملة مميزة من النظام لكنها في الماضي لم تعان منه كما كان الشأن بالنسبة لمناطق سورية أخرى، لكنهم يعانون الآن».

    وحول إمكانية تواصل الحياة بشكل عادي في حلب حتى بالنسبة لمن يوالون للنظام، قال مارتن «أثناء زيارتي كان كل شيء مغلقا لكن بعد الظهر تفتح بعض المحلات لبيع الخضر والغلال، لكن كل المحلات التجارية الأخرى مغلقة، والطرقات خالية، ولا أحد كان يعمل، لم أر ناسا، كنت فقط ترى أشخاصا من وقت لآخر. وكان أغلب الناس حسب رأيي يجلسون في منازلهم داخل غرف مظلمة لأني لم أر أحدا. كان شرق حلب ووسطها عبارة عن مدينة أشباح».

    وحول العودة المدرسية ووضع المدارس خاصة بعد أن تحول أغلبها لثكنات، أو قواعد للمعارضة، قال إن «الموسم الدراسي سيبدأ بالتأكيد في الأرياف، فالمدارس هناك ليست مدمرة بشكل كبير، لكن مدينة حلب ستكون فيها مشاكل كبيرة، فالمدارس تستعمل من طرف القوات النظامية، ومن طرف المعارضة أيضا كقواعد، وأحيانا كمخابئ للأسلحة ولا يمكنني تصور بداية المدارس هناك، والمدينة تعيش حالة من الجمود، الناس لا يذهبون للعمل، والخدمات العمومية متوقفة فكيف يعود الأطفال للمدارس؟! هذا مستحيل».

    وحول طريقة حياة الناس اليومية قال مارتن إن «الماء حتى الأسبوع الماضي كان موجودا ويمكن أن تشرب من الصنبور، والكهرباء متوفرة لمدة 12 ساعة في اليوم ولكن في مناطق المواجهات والاشتباكات لم تكن تعمل على الإطلاق. والأكل يعتبر مشكلة وهناك فقط بعض المزودين، وبالنسبة للخبز خاصة كانت هناك دائما طوابير بمعدل انتظار يصل إلى ساعة ونصف الساعة، وغالبا ما كان يتم توفير الأغذية من أطراف المعارضة الذين كانوا يتعرضون للقصف من القوات النظامية، وكانوا يزودون الخبز مجانا، لكن المشكلة أنه لا يتم تزويد حلب بأي منتوجات من دمشق لأن النظام قطع كل الطرق أمام المزودين، وهذه مشكلة عويصة، وحتى تهريب الغذاء عبر المناطق الجبلية لن يكون أمرا سهلا، فإذا لم يتم تأمين المواد الغذائية وإدخالها من الجانب التركي مثلا فبعد شهر فقط من الآن لن يجد سكان حلب ما يأكلونه، فالناس يعيشون بطريقة التعاون ولكن الأغذية بالتأكيد ستنفد».

    وعن إدلب قال إن «الناس في إدلب لديهم العديد من المزارع، وكذلك في جبل الزاوية، ولهذا فالوضع أسهل عليهم لكن قد تبقى مشاكل الخبز، والناس يستفيدون من المزارع المحيطة بهم لكن هذا لا يعني أنهم لا يعانون».

    وقال شولوف إنه في حلب كانت مظاهر الحرب لا تهدأ أبدا، «ففي صلاح الدين لا يمكنك أن تغفل لدقيقة على أنها كانت في حالة حرب، والمدرعات موجودة تحت البنايات، وفي المناطق السكنية، تقريبا في كل مكان. والطائرات الحربية كانت تحوم وتقوم بالقصف المتواصل والناس على الأرض يحاولون إسقاطها، كنت ترى الطائرات كل خمس دقائق تقريبا وإذا لم ترها فأنت تسمعها، والمدينة كانت فارغة تماما من الناس».

    وعن المدنيين قال مارتن «لقد هربوا جميعا وقد شهدت بعضهم عند مغادرة حي سيف الدولة حاملين ما استطاعوا من أغراض في أكياس بلاستيكية، لكن المشكلة أنهم لا يستطيعون الهرب بعيدا لأن سعر البنزين يبلغ 4 دولارات للتر الواحد الآن.. وتقريبا لم يكن أحد موجودا هناك، بقيت أسبوعين ولم أر أكثر من 200 مدني، شرق حلب».

    كما تعرض مارتن شولوف في مقابلته مع «الشرق الأوسط» للحديث عن إحدى الكتائب التابعة للجيش الحر والتي عاش معها في حلب لأيام والتي تدعى «كتيبة الأنصار» في منطقة الباب بحلب، مؤكدا أن هذه الكتيبة ذات التوجه الإسلامي لا تنتمي للإخوان، وقال «لقد تمكنوا من أسر 30 عنصرا تابعين للنظام بعد اشتباكات دارت بينهم في مبنى أمني في الباب، عندما كنت أقيم معهم، ووضعوا الأسرى في الطابق الأعلى لإحدى المدارس التي كانوا يستعملونها قاعدة لهم، وأعطوهم مراتب ليناموا عليها، وكانوا يعطونهم ثلاث وجبات في اليوم، ومع الأسرى كان هناك ثلاثة علويين ومجموعة من الشيعة، وكل يوم كانوا يطلقون سراح واحد منهم بعد أن يتصلوا بعائلته، ويقولون إنه يمكنكم القدوم وتسلم ابنكم». وأضاف أنه حضر أحد الاتصالات قائلا «وكانت إحدى المكالمات التي شهدتها بنفسي بين ضابط علوي كان اسمه دريد وشيخ الكتيبة الذي كان شابا (عصريا) متمدنا، واسمه الشيخ عمر عثمان، وكان يتحدث دائما للأسرى. لكن في أحد الأيام كان جالسا على إحدى المراتب على الأرض ويتحدث لأحد الأسرى وهو علوي واسمه بركات، وتحدثا عن عدة مواضيع تخص الاشتباكات ومواضيع أخرى، ثم قال الأسير العلوي (إنها الحرب) ثم بدآ يضحكان معا، ثم قال له الشيخ: متى كانت آخر مرة رأيت فيها عائلتك؟ وأجاب بركات: (منذ خمسة أشهر)، ثم سأله: ومتى كانت آخر مرة رأيت فيها زوجتك؟ وحاول أن يخفي بركات مشاعره لكن لم يتمكن وبدأت دموعه بالانهمار، وقال: ومتى رأيت أطفالك آخر مرة؟ فلم يتمكن من الإجابة، فقال عمر عثمان: يمكن أن تراهم اليوم، يمكنك الانصراف نحو بيتك. وأعطاه مليوني ليرة، وهي تعادل 600 دولار، وانصرف الضابط العلوي وهو يجدد شكره ويقول: (لم نكن لنعاملكم كما عاملتمونا أبدا، أشكركم كثيرا، لقد علمتمونا الكثير). ونقلوه إلى إحدى القرى قرب إدلب ثم انصرف نحو عائلته. وبعد ثلاثة أيام اتصل هو وزوجته بالشيخ وشكروه. وكان لهذا الشيخ، عمر عثمان، رؤية واضحة جدا وهي أنهم يجب أن يكونوا أفضل من النظام إذا أرادوا أن يؤمن الناس بهم، وذلك بأن يعاملوا الناس بشكل عادل، وأرسلوا الجميع إلى بيوتهم إلا شابين علويين، وهما اللذان رفضا العودة إلى ديارهما وقررا البقاء في المدرسة لخدمة الجماعة هناك بما في ذلك تنظيف وصيانة الأسلحة، وقد عوملا بكل كرامة، وقالا: إذا عدنا إلى بيتنا فلا أحد سيثق بنا لأننا بقينا هنا لمدة خمسة أسابيع حتى نهاية الثورة، وأننا إذا عدنا الآن يجب علينا الهروب والاختباء، فالنظام لن يتركنا».

    وعن رأيه في «كتيبة الأنصار»، قال مارتن إنه «رغم أنهم يحملون اسما إسلاميا لكنهم متفتحون تماما وعصريون، وجنودهم ينتمون للطبقة الكادحة. وبالنسبة للشيخ ووالده فقد كانت رؤيتهما واضحة». وضرب مثالا على ذلك أنه «في أحد الأيام جاء أحد اليهود وقدم نفسه على أنه يهودي واستقبلوه بشكل جيد، وكان تركيا، وقدم نفسه على أنه ممن يقدمون مساعدات إنسانية فرحبوا به وقالوا إن المسلمين واليهود والنصارى إخوة. كانوا يبحثون عمن يمكنهم التواصل معهم وليس عمن يقاطعون».

    __________________________________________________ ___________

    اشتباكات ومظاهرات تعم أنحاء سوريا في جمعة «أحباب رسول الله في سوريا يذبحون»
    النظام يجرف مناطق أحزمة الفقر.. وناشطون يحذرون من مخطط لاستيلاء النظام على الأحياء الجنوبية بالعاصمة
    بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»

    لم تمنع ضراوة المعارك الحاصلة في مختلف أنحاء سوريا آلاف السوريين من الخروج في مظاهرات في المحافظات كافة في جمعة «أحباب رسول الله في سوريا يذبحون»، تزامنا مع المسيرات العالمية المستنكرة للفيلم المسيء للإسلام. وقال ناشطون إن الآلاف خرجوا في تجمعات هتفت لنصرة الرسول وللمدن المنكوبة، فيما تحدثت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن مقتل ما يزيد عن 75 شخصا يوم أمس في سوريا.

    وشملت المظاهرات مدنا وبلدات في محافظات درعا، وحماه وحلب ودمشق وريفها والحسكة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبثت صفحة «الثورة السورية» مقاطع فيديو لأكثر من مظاهرة خرجت في سوريا أبرزها في: طفس، حلفايا، كفر تخريم، عربين، الأبزمو، قامشلو، حرستا، اللطامنة، خربة غزالة، الرقة وحاس في إدلب. أما اللافتات التي حملها المتظاهرون فكتب عليها: كل أمر صعب على المجتمع الدولي إلا دعم نظام الأسد، ساقط ساقط يا بشار، ما منحبك، حر حر حرية ما عاد بدنا سلمية.

    وتعرضت مظاهرات في حيي القصور والأربعين في مدينة حماه «لإطلاق نار رافقه عمليات اعتقال طالت عددا من المشاركين في المظاهرة»، بحسب المرصد. بينما تعرضت مظاهرة في بلدة الأتارب في ريف حلب إلى قصف تسبب بسقوط عدد من الجرحى.

    وهتف متظاهرون في كفرنبل في محافظة إدلب، بحسب ما ظهر في شريط فيديو على موقع «يوتيوب» الإلكتروني: «إيه ويلا إيه ويلا، ما منركع إلا لله»، و«إيه ويلا إيه ويلا، منصورين بعون الله».

    وشهدت مدينة حلب وريفها في شمال سوريا اشتباكات عتيفة بين القوات النظامية وعناصر الجيش الحر في محيط ثكنة هنانو العسكرية بحي العرقوب استخدمت خلالها الطائرات الحوامة رشاشاتها بالاشتباكات. كما وقعت اشتباكات في حي باب النصر وسمعت أصوات إطلاق رصاص كثيفة في حي حلب الجديدة، بينما تعرضت أحياء الصاخور وبستان الباشا للقصف. وتعرضت الأحياء الجنوبية للمدينة كبستان القصر والكلاسة للقصف من قبل القوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

    وقال محمد الحلبي، الناطف باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في حلب إن 9 مظاهرات خرجت داخل المدينة وبالتحديد في أحياء الشعار، مساكن هنانو، الخالدية والفرقان بالتزامن مع قصف شديد طال هذه الأحياء بالبراميل المتفجرة بعدما أصبح النظام يستخدمها بكثرة مع ضرب الجيش الحر لدفعية الزهراء. وأوضح الحلبي أن قوات الأمن حاولت اقتحام أحياء صلاح الدين والزبدية والصاخور والعرقوب لكنها فشلت وبعد اشتباكات ضارية مع الجيش الحر بتحقيق أي تقدم يذكر. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الجيش الحر لا يزال يسيطر على كل هذه الأحياء كما يحقق مكاسب أساسية من خلال استخدامه قذائف الهاون وبكثرة مؤخرا وهو استطاع من دك أكثر من حاجز بدقة متناهية، كان آخرها حاجز في الأعظمية». وكشف الحلبي عن ارتفاع صرف الدولار في حلب لحدود 77 ليرة سورية رغم أن قيمته تبلغ في دمشق 75 ليرة سورية، لافتا إلى أن النظام بات غير قادر على إدخال العملات الأجنبية إلى حلب لأن طريق المطار يسيطر عليها الجيش الحر.

    وفي ريف حلب، أفاد المرصد عن وقوع اشتباكات في محيط مطار منغ العسكري، بينما أشارت «الهيئة العامة للثورة السورية» إلى أن قصفا مدفعيا مصدره المطار طال مدينة أعزاز في ريف حلب وقرى مجاورة لها.

    وقال ناشطون إن القصف تجدد على بلدتي بشقاتين وخان العسل من قبل جيش النظام.

    وقالت شبكة «شام» الإخبارية إن قوات الأمن والجيش السوري قامت بإغلاق مداخل مدينة حماه ومنعت الدخول والخروج منها وإليها وسط استنفار أمني على معظم الحواجز المنتشرة حول المدينة، وذلك بالتوازي مع حملة دهم واعتقالات في حيي كازو والمزارع.

    أما في ريف دمشق فقد تجدد القصف المدفعي على مدينة الزبداني، كما تعرضت مدن المنطقة الغربية من ريف دمشق لقصف من مقر الفرقة الرابعة في جبال المعضمية. وقالت لجان التنسيق المحلية إن منطقة المليحة، شهدت على قصف عنيف بقذائف الهاون من إدارة الدفاع الجوي بعد خروج مظاهرة في البلدة تهتف لإسقاط النظام.

    وفي درعا اقتحمت قوات النظام بلدة ناحتة بالدبابات والمدرعات وسط إطلاق نار كثيف ودوي انفجارات تهز المنطقة، في حين تعرضت مدينة الكرك الشرقي في درعا لقصف مدفعي من مطار الثعلة العسكري بالمدينة.

    وفي ريف دمشق تتعرض دوما لقصف مستمر يرافقه إطلاق نار، وذلك بعد يوم من تحطم مروحية تابعة للقوات النظامية في منطقة تل الكردي في ريف المدينة، تضاربت الروايات حول أسباب سقوطها.

    وفي محافظة الرقة حيث سقط الخميس 30 شخصا على الأقل في انفجار في محطة للوقود في قرية عين عيسى، تحدث المرصد عن إطلاق نار كثيف في مدينة الرقة ترافق مع انتشار كثيف للقوات النظامية.

    أما في محافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية، فأقدم مسلح على اغتيال محمد والي، عضو الأمانة العامة للمجلس الكردي وأحد قياديي «حركة شباب الثورة» بإطلاق النار عليه أمام مبنى المجلس المحلي التابع للمجلس الوطني الكردي، بحسب المرصد.

    وفي محافظة طرطوس، نفذت القوات النظامية حملة مداهمات في قرية البيضا التابعة لمدينة بانياس التي شهدت أحياؤها الجنوبية انتشارا أمنيا بعد أنباء عن خطف ضابط في المخابرات ومقتله فجر الجمعة في جنوب المدينة، بحسب المرصد. وفي حمص، أفادت الهيئة أن مدينة الرستن في ريف المدينة تتعرض منذ فجر الجمعة لقصف متواصل بالمدفية وراجمات الصواريخ.

    ووجه برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة نداء لتسهيل وصوله في شكل أكبر إلى مناطق النزاع في سوريا، موضحا أنه غير قادر على تقييم الحاجات في المناطق التي تشهد معارك عنيفة. وقالت عبير عطيفة، وهي متحدثة باسم البرنامج في دمشق، إن «المساعدة الغذائية تصل إلى كل المناطق سواء تلك التي تحت سيطرة الحكومة أو المعارضة، باستثناء المناطق التي توجد في قلب المعارك». وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن طائرة مساعدات روسية على متنها 38 طنا من المواد الغذائية وصلت صباح يوم أمس إلى مطار دمشق الدولي، بعد طائرة مساعدات روسية أخرى وصلت أمس محملة بالكمية نفسها.

    وأظهر فيديو مسرب، قيام عنصر من جيش النظام السوري بتعذيب الناس على أحد الحواجز العسكرية، حيث ظهر عدد من المدنيين مكبلي الأيدي ملقون على الأرض ورافعين أرجلهم، في حين يقوم العسكري بضربهم بقضيب بكل قوة.

    وأفادت وكالة «الأناضول» التركية عن نقل سبعة مصابين سوريين إلى المستشفى الحكومي في ولاية «كيليس» الحدودية مع سوريا، إثر إصابتهم خلال عبورهم إلى الأراضي التركية.

    وفي غضون ذلك أعلنت قوات الجيش النظامي انتهاءها من عملية «تطهير منطقة الحجر الأسود بالكامل من الإرهابيين». وفي جنوب العاصمة حذر ناشطون من قيام النظام بعملية تهجير ممنهجة لأهالي الأحياء الجنوبية التي تتعرض لقصف عنيف منذ نحو أسبوعين، وبحسب مصادر متطابقة من الناشطين المعارضين والسكان تجري عمليات هدم وتجريف لعشرات المنازل في تلك الأحياء، وجاء ذلك بالتزامن مع إصدار الرئيس بشار الأسد مرسوما بإحداث منطقتين تنظيميتين في نطاق محافظة دمشق ضمن المصور العام لمدينة دمشق لتطوير مناطق المخالفات والسكن العشوائي وفق الدراسات التنظيمية التفصيلية المعدة لهما من محافظة دمشق. وتشمل المنطقتان: مزة بساتين ومناطق اللوان والدحاديل ونهر عيشة والقدم والعسالي جنوب العاصمة، أي المناطق التي تشهد اشتباكات عنيفة وقصفا متواصلا، تليه عمليات تجريف واسعة، وتهجير للسكان إلى مناطق أخرى، مع الإشارة إلى أن هذه المناطق تعد جزءا كبيرا من حزام الفقر الذي يلف محيط العاصمة، وهي المناطق ذات الكثافة السكانية الأعلى والتي مثلت خزانا بشريا كبيرا للثورة، فكانت في مقدمة المناطق الثائرة على النظام.

    ويطلق الخبراء الدوليون في مجال التنمية وصف «أحزمة الفقر» على المناطق التي لا تتوفر فيها أي من شروط الأمان ما يجعلها عرضة للانهيار، ولعدم توفر بنية تحتية. وكانت منطقة بساتين المزة التي تشتهر ببساتين الصبارة المعمرة قد تعرضت للتجريف والحرق منذ نحو شهرين بعد تنفيذ عملية عسكرية موسعة هناك، أسفرت عن نزوح عدد كبير من السكان وإحراق الكثير من المنشآت الصناعية الصغيرة، وإعدام عشرات من الأهالي ميدانيا.


    من مواضيعى فى المنتدى

    صور زوج الراقصة صافيناز 2014 - صور صافيناز Safinaz مع زوجها 2014

    صور الفنان ابراهيم دشتي 2014

    حظك وتوقعات برجك مع ميشال حايك الاربعاء 27-8-2014

    بالصور دنيا ِسمير غانم تطل على جمهورها بصور جديدةِ 2013 - صور دنيا ِسمير غانم 2013

    جديد تراكم العفن يؤدى إلى أمراض قاتلة

    قصة مسلسل 20 دقيقة التركي , احداث مسلسل 20 دقيقة

    تردد قناة trt1 على القمر التركي لمشاهدة كأس العالم 2014 بالمجان

    كلمات أغنية لما بقابله حاتم فهمى 2012


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.