كانت الكعبة فى عهد إبراهيم عليه السلام، غير مسقوفة، فلما قامت قريش ببنائها جعلت لها سقفا وميزابا، لتصريف مياه المطر وجعلت مصبه على حجر إسماعيل، وعندما بنى عبد الله بن الزبير، رضى الله عنهما، الكعبة وضع لها ميزابا وجعل أيضا مصبه على حجر إسماعيل كما فعلت قريش.
والميزاب طوله أربعة أذرع كما قال الأزرقى وسعته ثمانية أصابع فى ارتفاع مثلها، وهو ملبس بصفائح من ذهب من الداخل والخارج، والذى وضع هذا الذهب هو الوليد بن عبد الملك، وقد وقع تغيير وتبديل فى ميزاب الكعبة لسببين، أولهما أنه كان إذا اعتراه خراب تم تصنيع واحد غيره، وثانيهما أنه كثيرا ما قام بعض الملوك أو الأغنياء من المسلمين بإهداء الكعبة المشرفة ميزابا، فيتم تركيبه فى الكعبة وينزع سابقه.
والميزاب الحالى الموجود بالكعبة، مصفح بنحو خمسين رطلا من الذهب، وقد أمر بتصنيعه فى القسطنطينية السلطان عبد المجيد خان فى عام 1276هـ.
أما الملتزم هو ما بين الحجر الأسود وباب الكعبة، وسمى بـ”الملتزم” لأن الناس يلزمونه ويدعون عنده، وفضل الملتزم عظيم، وثبت أنه من المواطن التى يستجاب فيها الدعاء، وثبت أن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضى الله تعالى عنهما، قال وقد التزم بين الباب والحجر: هذا والله المكان الذى رأيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، التزمه، وقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “الملتزم موضع يستجاب فيه الدعاء، ما دعا الله فيه عبد دعوة إلا استجابها”.