هى المدينة المباركة التى وُلد فيها النبى صلى الله عليه وسلم، وهى أقدس المُدن فى العالم الإسلامى، وعاصمة الحجاز القديم، تقع على بُعد حوالى 100 كم إلى الشرق من مدينة جدة، ويزورها حجاج البيت الحرام سنويا فى موسم الحج المُبارك.
تركها النبى صلى الله عليه وسلم، وهى منزل آبائه وأجداده، ليُهاجر إلى المدينة المنورة، وقال وهو مغادر: “والله إنك لأحب أرض الله إلى الله، وإنك لأحب أرض الله إلىّ، ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت”، ولقد أخذت مكة المكرمة قيمتها الدينية الكبرى من المسجد الحرام الذى فيه الكعبة المُشرفة.
وفى مكة بئر زمزم التى تُسمى أحيانا بئر إسماعيل، وتقع فى جنوب شرق الكعبة، وأمام ركن الحجر الأسود، ويُذكر أنها عميقة حتى 140 قدما، وقد وصفها النبى محمد صلى الله عليه وسلم، “بأنها لطعام طعم وشفاء سقم”.
وبعد هجرة النبى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وبعد ثمانية أعوام على ذلك دخل النبى مكة فاتحا، ونزلت الآية الكريمة “إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما”.
وكانت مكة المكرمة قد شهدت مولد النبى، وطفولته وشبابه إلى أن بلغ من العمر أربعين عاما فنزل وحى الله الأمين عليه ليُبشره بأنه خير الداعين وأنه حامل لواء الإسلام وخاتم النبيين، ولقد لقى المؤمنون بالإسلام صورا شتى من الاضطهاد والظلم، وهى عادة المتمسكين بمبادئ الله القدير أمام الطغاة والظالمين، والذين غرتهم الحياة الدنيا فى كل زمان ومكان.
ثم أذن النبى صلى الله عليه وسلم، وصحبة بالهجرة إلى المدينة المنورة ثم بعد اكتمال أسباب النجاح والتبشير من الله تعالى جاء فتح مكة، ومن ثم باتت الجزيرة العربية كلها على دين الإسلام.