جبال لبنان تقع فى منطقة جبلية تمتد على طول لبنان بشكل يوازى البحر الأبيض المتوسط لمسافة 160 كم، ويعرف الجزء الشرقى منها والذى يقع بأكمله فى سوريا بـ"سلسلة جبال القلمون"، يبلغ ارتفاع أعلى قمة للسلسلة الجبلية فى قرنة السودا حوالى 3,088 م، بما يجعلها أعلى قمة فى لبنان وبلاد الشام.
كان جبل لبنان الموطن الأصلى للفينيقيين الذين استعملوا أخشابه فى بناء سفنهم التى أبحرت فى أرجاء البحر الأبيض المتوسط، كما قاموا بتصدير الخشب إلى الشعوب المحيطة مثل الأكديين والآشوريين من بعدهم والمصريين القدماء، وقام الملك سليمان بحسب التوراة باستيراد خشب الأرز لاستعماله فى بناء هيكل سليمان.
ويبدو أن الفينيقيين قاموا بتشجير الغابات بصورة متواصلة ، كما انتشرت الأسود والدببة والقطط البرية والغزلان حتى مجئ العثمانيين فى القرن السادس عشر.
بدأ أتباع مار مارون بالتقاطر على الجبل بحثا عن الوحدة والتنسك، وقد بدؤوا منذ ذلك الحين بنشر المسيحية بين سكان المناطق الشمالية المحاذية للجبل فى وادى نهر العاصى، سكن المردة ابتداءً من القرن الثامن أجزاءً من الجبل بعد ملاحقتهم من قبل البيزنطيين لأسباب طائفية، وقد تحالف هؤلاء تارة مع الأمويين والعباسيين ضد بعضهم وتارة أخرى مع البيزنطيين.
وبعد سقوط عكا آخر معاقل الصليبيين فى أيدى المماليك استوطن ما تبقى من الأوروبيين الأطراف الشمالية للجبل واندمجوا مع الموارنة.
استمر استيطان الموارنة للمناطق ذات الأغلبية الدرزية فى جبل لبنان، فى حين بدأ الدروز يشعرون بالخطر لما اعتقدوا بأن الموارنة قد ينافسونهم على السيطرة على المنطقة مما أدى إلى اشتباكات فى الأربعينات والخمسينات من القرن التاسع عشر وتطورت إلى حرب أهلية عام 1860.
أدت هذه الأحداث إلى تدخل القوة الأوروبية وخاصة بريطانيا وفرنسا وتقسيم الجبل إلى قسم مارونى فى الشمال والوسط وآخر درزى فى الجنوب.