هل يمكن تصديق أن إحدى الحكومات في العالم قتلت ثلث شعبها، وما هو دافعها وراء ارتكاب هذه الجريمة، وماذا استخدمت حتى تمكنت في تنفيذ هذه المأساة.
تقول التفاصيل، إنه في عام 1975 تمكن الخمير الحمر الكمبوديين من إسقاط الحكومة وأسسوا حكومتهم تحت اسم "حكومة كمبوديا الديموقراطية"، وكان قادة الحكومة الجديدة من الشيوعيين، ودرس أغلبهم في الجامعات الفرنسية وتأثروا بتجربة الحزب الشيوعي الفرنسي كما كان للتجربة الشيوعية الفيتنامية أثر كبير عليهم.
وكان قائدهم آنذاك هو بول بوت - أو كما يدعونه "الأخ رقم 1" - وهناك مجموعة من القادة الآخرين مثل "الأخ رقم 2" و"الأخ رقم 3".. الخ.
كانت فكرة هؤلاء القادة الشباب تتلخص في فكرة ونظرية شيوعية متشددة تقوم على أساس العودة بالشعب إلى أصوله الحضارية والثقافية عن طريق العمل الزراعي الجماعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي والتخلص من جميع مظاهر الحياة الغربية التي باعتقادهم لوثت الشعب وخدرته وهي المسبب الأصلي لتخلف شعوب العالم الثالث، وقررت الحكومة تنفيذ التجربة على الشعب الكمبودي، وذلك تحت شعار "بقائك حيا لا يحقق أي فائدة وموتك لا يعني أي خسارة".
وفي عام 1979 اجتاحت القوات الفيتنامية كمبوديا وأسقطت حكومة الخمير الحمر وقد فر أغلب قادتها وعلى رأسهم بول بوت إلى الأدغال قرب الحدود التايلاندية حيث اختبأ هناك حتى موته عام 1998.