أكد عدد من الشباب من الجنسين، على ضرورة جعل مواقع التواصل الاجتماعي رافدا إيجابيا مهما للشباب، يمكن استثماره بشكل مميز مع توفر الرقابة وتطبيق القوانين التي تمنع الإساءة عبر هذه المواقع، وبين الشباب من خلال الندوة أن القطاع الخاص والشباب يتحملون مسؤولية كبيرة فيما يتعلق بمشكلة البطالة، مؤكدين على دور المؤسسات التعليمية في تثقيف الشباب معرفيا وسلوكيا من خلال الدورات والبرامج التدريبية أثناء تحصيله الدراسي، مشددين على ضرورة تخلص الشباب من ثقافة العيب والعمل بمثابرة وطموح لتحقيق أحلامهم.
وناقشت الندوة التي شارك بها شباب من الجنسين محورين هما أساسيين هما (شبكات التواصل الاجتماعي.. الفرص والمخاطر)، فيما جاء المحور الثاني تحت عنوان (البطالة بين الخريجين والخريجات.. المسببات والحلول)، واستضافت الندوة المستشارة النفسية والمدرب المعتمد الدكتورة سحر رجب، ومدرب التنمية البشرية والمتخصص في تطوير المستقبل الوظيفي ياسر الزهراني.
وتحدث الشباب والشابات في الكثير من الأمور، وكانت البداية مع طالبة الهندسة في جامعة عفت وعضو في مجلس شباب مكة للتنمية سارة الحارثي التي بينت أن شبكات التواصل الاجتماعي أعطت مساحة للشباب للتعبير، وكيفية تنظيم أنفسهم من خلال المجموعات التطوعية، وقالت «شبكات التواصل الاجتماعي كانت واحدة من أهم الوسائل التي ساعدت كثيرا في وصولي إلى فئة الشباب خلال عملي في مجلس طالبات جامعة عفت، كما ساهمت في تسهيل التواصل مع جميع الفئات العمرية في مجتمعنا، وعلى إيصال أفكارنا وطرح آرائنا وكانت لها نتائج مهمة من حيث البناء والإنتاج، تبدأ الأفكار الإيجابية من (هاشتاق) في (تويتر) ثم تبدأ لتكبر بعد ذلك».
وأضافت «فيما يخص محور البطالة بين الخريجين والخريجات فليس لدينا اختبارات تخصص وتحديد ميول، وهذا أمر ربما يدخل الشباب في الكثير من المشكلات وربما يقود الشخص إلى دخول تخصص غير راغب به، بالإضافة إلى أن العمل الجزئي والتطوعي يعد من أكثر الحلول التي تساهم في حل مشكلة الخبرة، ومن هنا يمكن القول إن هناك فجوة بين التعليم والعمل؛ لأن التخصصات الحالية في الجامعات لا تلبي احتياجات سوق العمل الحقيقية»، مشيرة إلى أن نسبة بطالة النساء في الواقع أكبر من الرجال، وهناك من يرفض عمل النساء في مجالات معينة بسبب ثقافة العيب.
سلبيات كثيرة
من جهته، قال الشاب سلمان حدادي (طالب إعلام في جامعة الملك عبدالعزيز) إن المواقع الاجتماعية أصبحت أحد أهم الموارد في الحياة، ولا أحد يستطيع الاستغناء عنها، ولها كم هائل من الفوائد ولكن أيضا سلبياتها كثيرة، مضيفا أنها أتاحت للشباب الظهور، كما سمحت لمجموعات أخرى لتندس وتمارس أعمالا غير مشروعة.
أما نايف المعافي (تربية خاصة – جامعة الملك عبدالعزيز) فيرى أن وسائل التواصل الاجتماعي أفقدت الخصوصية للمتابعين وقللت من التواصل داخل العائلة الواحدة، حيث أصبح البعض منعزلا، وقال «الشائعات هي أسوأ ما في مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الأخبار التي تكون بدون مصدر ويتناقلها الكثيرون كحقيقة وتؤثر أحيانا على المجتمع من خلال معلوماتها المغلوطة».
وأضاف «فيما يخص مشكلة البطالة بين الشاب والقطاع الخاص، لا يثق الشاب في القطاع الخاص؛ لأنه يعتقد أن الأمان الوظيفي ضعيف جدا فيما لا تثق الشركات بإمكانيات وقدرات الشباب».
جرائم المعلوماتية
إلى ذلك، قالت بسمة صالح (ناشطة إعلامية): أنا لم أسمع من قبل بأن لدينا قانونا يكافح جرائم المعلوماتية وإن كان موجودا لماذا التغطية الإعلامية ضعيفة له ولماذا لم يفعل بشكل مباشر ومؤثر حتى يردع من يحاول أن يقوم بأي شيء مخل، مضيفة بأن هناك نقصا في الكثير من النشاطات الشبابية كالمسرح والنوادي الشبابية من خلال تفعيل دور بيوت الشباب وغيرها من الجهات الحكومية، وعلينا أن نعلم أن الشباب يريدون التعبير عن أنفسهم ويجب أن تتاح لهم الكثير من الفعاليات ليمارسوا فيها إبداعاتهم وطاقاتهم. وزادت «اللغة مهمة للباحثين عن العمل، كما أن على طلاب التعليم العام استهداف المصانع والشركات وكذلك القيام بأعمال تطوعية يستفيدون منها في مستقبلهم العملي».
حساب وهمي
وذكر الشاب نزار الأحمدي (خريج جامعة الملك عبدالعزيز علوم سياسية) بأنه إذا كان هناك حساب وهمي لمسؤول ما وتصدر عنه أخبار فهذا سيترك أثرا سلبيا، ويجب أن نستقي المعلومة من مصدرها الصحيح دون أن نتابع حسابات تنشر الفوضى والتشويه وتقتات على الكذب، مشيرا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في نشوء الدبلوماسية الشعبية، وقال «في (تويتر) هناك علامة تدل بأن الحساب موثق، إذا أردنا الحصول على معلومة صحيحة»، لافتا إلى أن دور الأسرة رقابي بحت، وعليهم متابعة الأبناء من ناحية المحتوى الذي يشاهدونه، «وأنا شخصيا تدخل أختي الصغيرة إلى مواقع التواصل وأوصيها بحسابات معينة تطلع عليها وتستزيد معرفة وثقافة مع رقابة معينة» على حد قوله. وانتقد بعض الشركات لأنها لا تبحث عن الشاب السعودي ولا تحرص على مصلحته، وقال «القطاع الخاص لدينا قطاع تقليدي فهو ينتظر دعما حكوميا لتوظيف الشاب، منوها إلى أن عدم معرفتنا بالقوانين ليس دليلا على عدم وجودها، فهي موجودة بالفعل لكننا نحتاج إلى توسيع مداركنا ومعرفتها.
بدوره، ذكر محمد برعي (منسق إعلام علاقات عامة في قناة اقرأ) بأن المجتمع بحاجة إلى توعية من خلال الإعلام والمؤسسة الأسرية والتعليمية، وتساءل: لماذا لا نفعل آلية معينة تجعل النشء يبتعدون عن إصدار الإشاعات أو الاستخدام السيئ لهذه المواقع، إلى جانب تفعيل القوانين للحد من التجاوزات التي تحدث، والمهم الدور الأسري باعتبار أن التربية هي أهم المفاتيح في الحياة اليوم.
وأبدت الشابة أبرار عبدالرزاق (طالبة إعلام – جامعة الملك عبدالعزيز) أمنيتها في أن تكون هناك شروط وقوانين للأطفال والنشء، وأن يتمتعوا بالقليل من الحرية برقابة معينة في دخولهم لهذه المواقع، بحيث يمكنهم التفاعل معها بشكل منظم وصحيح دون أن تشكل لهم أي سلبيات.
نظرة المجتمع
وأكدت الطالبة بجامعة عفت والمذيعة نسيبة محمد، ضرورة التوعية بالإضافة إلى حرية الاختيار، وتابعت: منذ الصغر تعلمنا أن هناك فرض رأي وأحيانا كثيرة لم تكن تنفع النصيحة ولا فرض الرأي أيضا، لذلك من الضروري أن تكون التوعية هي الأمر المحوري في هذا الخصوص، الانحراف أو الخلل سيكون موجودا لان هناك من يريد التجربة، إذا كانت هناك توعية في بيئته الاجتماعية والمدرسية لن يصدم حين يكبر من هذه الوسائل أو حتى الحياة بشكل عام، مشيرة إلى أن نظرة المجتمع من العوامل التي تساهم في البطالة لنظرتهم لبعض الوظائف عيبا، ويساهم في هذا الاعتقاد التنشئة والبيئة التي نعيشها، والآن تغيرت هذه النظرة بعض الشيء وهناك من يبحث عن العمل من كل الطبقات للرغبة في قيمة العمل بذاته. وأضافت «لا يجب أن نلوم الشاب على عدم توجهه للعمل لأسباب اجتماعية وعلينا دعمهم»، مشددة على أن الخبرة تشكل العائق الأساسي أمام الشباب والشابات فإذا لم تكن هناك خبرة لا تقل عن ثلاث سنوات لا تستطيع العمل، وقالت «كيف يطلبون من طالب جامعي خبرة وهو لم يزل على مقاعد الدراسة».
عمل سهل
وقالت خلود عبدالرزاق (طالبة إعلام في جامعة الملك عبدالعزيز) إنه ليس صحيحا أن جميع الشباب يريدون العمل السهل، بل هناك من يبحث بجدية عن العمل أيا كان نوعه، ولكن هناك شركات قوانينها مجحفة وهناك قوانين منصوص عليها في وزارة العمل لكن القطاع الخاص لا يطبقها، وتضيف «هناك الكثير من الشباب لديهم أفكار إبداعية لكن ليس لديهم من يرسم الخطة ويوجههم التوجيه الصحيح، وإذا أرادوا أن يحصلوا على الدعم تكون أمامهم الكثير من العقبات تتمثل في الأوراق الرسمية والتصاريح ومبلغ مالي».
وطالب نادر آل عباس (طالب صحافة جامعة الملك عبدالعزيز) بضرورة تركيز وسائل البحث العلمي على مشكلات الشباب مثل البطالة مثلا، صحيح أن جزءا من مشكلة البطالة يتحملها الشباب نفسهم، وعلى الشباب البحث عن الوظيفة وفقا لإمكانياتهم، ويساعد على ذلك ثقافة العيب لدينا التي تبحث عن الوضع المريح وبراتب جيد على حساب الإنتاج.
تفضيل الأجنبي
وركزت طالبة العلاقات العامة إيمان هندوم في حديثها بالقول «يكون سبب البطالة أحيانا القطاع الخاص الذي يفضل الأجنبي أكثر من الشاب السعودي ويمنحه مزايا مالية كبيرة، وهناك مشكلة الواسطة في القطاعات الخاصة والحكومية، وهذا الأمر يؤدي إلى إحباط الشاب السعودي ويتجه مجبرا إلى الوظيفة الحكومية».
ولفتت خريجة الإعلام من جامعة الملك عبدالعزيز عائشة ناس، إلى أن أحد أسباب عزوف الشباب عن العمل في القطاع الخاص هو زيادة ساعات العمل، هناك أيضا قلق بأن الخطأ سيؤدي إلى الفصل وهذا ضعف من الشاب في عدم معرفة قوانين العمل، هناك محفزات في القطاع الخاص كالتأمين الطبي وبدل السكن والحوافز المالية الأخرى، وأتمنى أن يكون هناك التزام في القطاع الحكومي ورقابة كبيرة على الموظفين مثل القطاع الخاص حتى تكون الإنتاجية مضاعفة، حتى لا يأتي الشباب ويقول أريد الوظيفة الحكومية بحثا عن الراحة.
مسمى وظيفي
وتطرق الشاب أحمد بكر الطالب في جامعة الملك عبدالعزيز من كلية الإدارة والاقتصاد إلى مشكلات الوظائف وأغلبها عن المسمى الوظيفي، إذ إن الشاب ربما يعمل أكثر من عمل ويصبح مستغلا وكل هذا دون مزايا أو حوافز مالية، وهذا يعود إلى الثقافة العمالية أو ثقافة العمل وقوانينه التي لا بد أن يفهمها الشاب ويعرفها جيدا، هناك استغلال من القطاع الخاص من ناحية ساعات العمل وأوقات الراحة.
وبين الشاب سليمان الصبيعي خريج نظم معلومات من جامعة كامبريدج، بأن الدورات التدريبية المفضلة للتغلب على نقص الخبرة، وعلى مقعد الدراسة لا بد للطالب أن يتلقى الكثير من الدورات والبرامج التدريبية التي من خلالها يستطيع الحصول على ثراء معلوماتي كبير، بالإضافة إلى أن تكون هذه الدورات قريبة وفي نفس تخصصه الدراسي حتى تضاف له بعد التخرج وخلال بحثه عن وظيفة في سوق العمل، وقال «الشاب يبحث عن بيئة عمل صحية وعمل يحبه ويرتاح له».