دشن مجموعة من الشباب حملة على مواقع التواصل الاجتماعى، لاستنكار جشع شركات الإنترنت، وسميت هذه الحملة باسم "ثورة الإنترنت"، وحددت الحملة مطالبها فى عدة نقاط أهمها تطوير وهيكلة السنترالات على مستوى الجمهورية، وخدمة إنترنت يبدأ من 5 ميجا بسعر 70 جنيها، وإلغاء سياسة الاستخدام العادل، بالإضافة إلى تحسين أداء خدمة العملاء.
وقالت الحملة: "عاوزين خدمة عملاء بتفهم مش بتقول اطفى الروتر وشغله تانى"، مطالبة بفريق كامل لكل محافظة للصيانة الدورية، وحرضت الحملة على عدم دفع فواتير لشركات الإنترنت حتى الاستجابة لهذه المطالب.
وانتشرت الحملة بشكل واسع ووصل صداها إلى معظم مستخدمى الإنترنت فى مصر، حيث وصل عدد المشاركين فى الصفحة إلى 104,048 مشتركا معظمهم من 18 إلى 24 عاما.
◄بداية الحملة
بدأت الحملة بإطلاق صفحة على موقع فيسبوك فى 7 ديسمبر الماضى، تحت عنوان "ثورة الإنترنت"، وتضمن المنشور الأول للحملة "هاشتاج" باسم "ثورة الإنترنت" وطلبا من مديرى الصفحة، بهدف التوعية ونشر الفكرة فى كل مكان، ثم نمت الصفحة بشكل ملحوظ، لتتم ترجمة ذلك فى مشاركات حية من مختلف أنحاء الجمهورية بطباعة الملصق الرئيسى للحملة وتوزيعه فى الطرق والميادين، وتصوير تلك الفعاليات ونشر الصور على الصفحة، مطالبين بأسعار معقولة، وسرعة فى الخدمة، وعدم الانقطاع المستمر لها.
سرعان ما انتشرت الحملة على "فيسبوك" عبر عشرات الصفحات التى تحمل نفس الاسم أو أسماء مشابهة أو أخرى محلية خاصة بمحافظة أو منطقة معينة، ومع مرور الوقت تضاعف أعداد المشاركين والمتابعين للصفحة التى "تحولت إلى صفحات" قبل أن تصبح حملة للمطالبة بخدمة أفضل بسعر أقل.
◄مقارنة بين سرعة الإنترنت فى مصر والدول الأخرى
قارن الفريق القائم على هذه الحملة بين سرعة الإنترنت فى مصر وغيرها من الدول سواء العربية أو الغربية، مؤكدا أن سرعة الإنترنت فى المغرب 4 ميجا بما يعادل 84 جنيها مصريا، وفى مصر سعر سرعة 512 كيلو بـ 95 جنيها، والتى تم إلغائها من المغرب منذ 6 سنوات، بينما سعر سرعة 12 ميجا فى المغرب بـ 199 جنيها.
وفى تونس سرعة 12 جيجا بسعر يعادل 50 جنيها و فلسطين سعر سرعة 12 ميجا بسعر يعادل 175 جنيها، بينما سعر سرعة 2 جيجا فى مصر 220 جنيها.
وفى لندن سرعة الإنترنت تجعلهم يقومون بتحميل 44 فيلما"HD" بسرعة فائقة، بالإضافة إلى توفر "واى فاى" فى كل مكان.
وفى روسيا سعر سرعة الـ55 ميجا ما يعادل 110 جنيهات شهريا وسرعة الـ 100 ميجا، يعادل 190 جنيها.
وقالت الحملة إن "البلد الأول عالميا من حيث متوسط سرعة الإنترنت هو اليابان بسرعة 61 mbps وسعر سرعة الـ1 ميجا هى 0.27 دولار أمريكى شهريا يعنى 27 سنت شهريا مقابل سرعة واحد ميجا بمعنى لو تم تطبيق هذا فى مصر ستدفع 2 جنيه فقط شهريا مقابل سرعة 1 ميجا".
وأضافت: "أما فى الولايات المتحدة الأمريكية التى تحتل رقم 15 عالميا من حيث متوسط سرعة الإنترنت بسرعة 4.8 mbps فسعر الـ1 ميجا 3.3 دولار أى ما يعادل تقريبا 23 جنيها مصريا".
أما فى رومانيا فتدفع 9.25 يورو مقابل سرعة 100 mbps أى ما يعادل 90 جنيها مصريا مقابل سرعة 100 ميجا وسرعة داونلود 12.5 ميجا/ثانية.
بينما فى الهند، فإن سرعة الإنترنت 1000 ميجا من خلال استخدام الألياف الضوئية بدلا من الأسلاك النحاسية.
◄السخرية
وكعادة المصريين، لا يمكنهم تفويت أى حدث دون سخرية وإلقاء النكات، فقد تحول الموضوع على شبكات التواصل الاجتماعى إلى استخدام العديد من "الكوميكس" والرسوم والعبارات المتهكمة على سرعة الإنترنت واستغلال الشركات للمصريين.
وعلق المشاركين فى الحملة بعبارات مثل "أكبر خدعة عملتها شركات الإنترنت إنها أقنعت المصريين لو قفلوا الروتر وفتحوه تانى النت هيرجع" و"ياللى ساكت ساكت ليه نتك عالى ولا إيه" و"واضح إن النت فاصل وواضح إن فيه إجماع على كده" و"شركات المحمول مش قادرة توصل الإنترنت بالجيل الثالث وفالحين فى الإعلانات بس" و"خدمة العملاء فى شركات المحمول والاتصالات تحت شعار اعمل نفسك أهبل" و"النت والسلحفاة أيد واحدة" و"ثورة الإنترنت تعلن جماعة أنصار بيت الميجا بايتس أنه سيكون هناك فلاشات مفخخة وسلوك نت عريانة إذا لم تتحقق أهداف الثورة".
ودفع ذلك جميع مستخدمى شبكات التواصل الاجتماعى إلى التفاعل مع صفحة "ثورة الإنترنت" وإرسال صور لها وهم حاملين لافتة مكتوب عليها "ثورة الإنترنت.. اعرف حقك"، إضافة إلى إبداع رسوم متحركة فى التهكم على الشركات وخدماتها.
وتفنن نشطاء فيسبوك فى إبداع هتافات تناسب الحدث مثل "يوم ما أفرط فى ميجا هكون ميت أكيد" و"مش عايزين يحكمنا رواتر ومش عايزين يحكمنا عتاولة ولا شركات بالميجا بتتاجر" و"يسقط يسقط نت الدولة" و"إحنا الشعب الخط الأحمر.. يسقط يسقط بطء الروتر" و"على فى سعر النت وعلى.. بكرة الثورة تقوم ما تخلى" و"على الميجا وعلى كمان.. الثورة لسه فى الميدان".
◄ردود الفعل
من جانبه قال عاطف حلمى، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إن الوزارة انتهت من إعداد كراسة شروط مناقصة الإنترنت فائق السرعة (برودباند) والتى سيتم طرحها خلال أيام قليلة، وذلك فى إطار تطوير قطاع الاتصالات فى مصر، قائلا "نعترف بأن البنية التحتية للإنترنت تحتاج إلى تطوير، ونعد بأن تطويرا تاما سيحدث لنظام الاتصالات فى مصر وهذا الأمر سينعكس على الخدمة والأسعار"..
ولم تعلق شركات خدمات الإنترنت عن هذه الحملات الغاضبة للشباب، فيما لم تطفئ هذه التصريحات غضب الشباب والمشاركين فى الحملة، مؤكدين أنها مجرد تصريحات، لتهدئتهم فقط، مهددين بالتصعيد ضد شركات خدمات الإنترنت والتظاهر أمام وزارة الاتصالات وشركات الإنترنت، فى حال لم تتحقق مطالبهم خلال الأسابيع القادمة".