هناك العشرات من الأخبار التى نقرأها يوميا عبر الصحف الورقية أو المواقع الإليكترونية .. ولكن هناك بعض هذه الاخبار التى تلفت الأنظار ولا يمكن لأحد أن يمر عليها مرور الكرام ونجد أنفسنا مضطرين للتوقف أمامها بالتفكير والشرح والتحليل نظرا لغرابتها من ناحية والدلالات التى تحملها من ناحية أخرى .. من بين هذه الأخبار الخبر الذى بثته وكالة أنباء صوفيا البلغارية والذى كشف عن ترشيح مدينة " فارنا" البلغارية، حماراً لمنصب عمدة المدينة الواقعة على البحر الأسود، وذلك في الانتخابات التي أجريت مؤخرا . الغريب أن اللجنة المركزية لإنتخابات البلديات، كانت قد أعلنت رسمياً قبول الترشيح. وقالت وكالة الأنباء: إن حزب "مجتمع بلغاريا الجديد" قد رشح الحمار (ماركو)، مؤكداً أنه أبرز منافسي العمدة الحالي للمدينة، كيريل يوردانوف، للفوز بالمنصب. ونقلت الوكالة عن أعضاء الحزب قولهم: "لقد رشحنا الحمار للمنصب، لأنه لا فرق بينه وبين العمدة الحالي يوردانوف، فكلاهما مطيع لسيده"، وأضاف أعضاء الحزب: "العمدة الحالي يوردانوف خادم مطيع لسيده رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف". و تم بالفعل عقب إعلان الترشيح عقد مؤتمر صحفي لتدشين حملة الحمار "ماركو" التي بث التليفزيون لقطات منها، ونقلت الوكالة عن أنجل داينكوف، قائد حملة الحزب، لترشيح الحمار: "هناك عدة فروق بين الحمار ماركو وبقية المرشحين لمنصب العمدة، فهو يمتلك شخصية قوية، ولا يسرق ولا يكذب، كما أنه يعمل بجد". وبالفعل أعلنت اللجنة المركزية لإنتخابات البلديات في بلغاريا، قبولها تسجيل الحمار "ماركو" رسمياً كمرشح في الانتخابات. وأضاف داينكوف: "حياة (ماركو) أصبحت صعبة بسبب اختفاء المساحات الخضراء من المدينة"، وأضاف: "الآن على سكان المدينة الاختيار بين الحمار والعمدة الحالي"..والمدهش فى الموضوع أن الإنتخابات قد أجريت بالفعل وفاز الحمار ماركو بمنصب عمدة المدينة خلفا للعمدة الأدمى المطيع للأوامر. وبالطبع فإن هناك العشرات من التساؤلات التى تفرض نفسها فى هذا الإطار ومن بينها : ما هو المدلول السياسى لقيام أهالى المدينة البلغارية بترشيح وإختيار العمدة ماركو لمنصب العمدة ؟ ولماذا لم يرشحوا إنسانا لشغل هذا المنصب إذا كان أداء العمدة السابق لم يكن يعجبهم بسبب فساده وبسبب (موالسته )لرئيس الوزراء ؟.. والسؤال الأهم هو : هل يمكن أن نطبق مثل هذه الأفكار فى مصر خاصة أن الغالبية العظمى من المسئولين فى عهد النظام السابق كانوا (مطيباتية ) ومطيعين لأوامر كل رموز النظام وليس رئيس الوزراء فقط كما هو الحال فى بلغاريا بالإضافى إلى فسادهم الذى يصعب حصره ؟وأيضا نسأل : إذا كان الوضع بالنسبة للعمدة البلغارى لم يعجب المواطنين بسبب الفساد وال(......) ليس بعيدا عن الوضع عندنا فى مصر فيما يتعلق بهذه الجوانب .. وإذا أردنا أن نطبق مثل هذه الأفكار فى مصر .. فكم حمارا نحتاج لشغل الوظائف المهمة فى مصر !!!
LinkBack URL
About LinkBacks