لآخرِ أمر المـرء تُفضي أَوائِلُـه
و دهْرُكَ في الإدبارِ كُثر وسائلُهْ
جَرَعْتُ كؤوسَ الهمِّ حتى ألِفْتُها
و قد ضاق ذرعاً بي وأُثْقِلَ كاهِلُهْ
وأَبْدى ليَ الأصحابُ ما لسْتُ جاهلاً
بأنَّ اشْتِدادَ الكرْبِ فَرْداً تُعَامِلُـهْ
وأنْ لا وفاءً غير في الأُنْسِ والرَّخا
وإلّا فَكُلٌّ قَد توالَت مَشاغِلُـهْ
عَرَفْتُ من الأيام تكرارَ غدْرِها
فمَن قالَ أنَّ الغدرَ قد خابَ فاعِلُهْ
فما خابتِ الأيامُ من سوءِ فعلها
وقدخاب حُسْنُ الظَّنِ خابَ تفاؤلُهْ
فيا ظَهريَ المطعون بالخنجر الذّي
على خيريَ الموصول قد شَبَّ حامِلُهْ
أيَا ظَهريَ المطعون خيراً فعَلْت بي
بألّا تُريني الغدرَ وجهاً أُقابِلُهْ
أيا فالقَ الإصباحِ والحَبِّ والنَّوى
ويا سابقاً للعفوِ تُخْشَى نَوازِلُهْ
فَلَم يَبْقَ إلّا أنتَ منجا ومُرْتجى
وإلّا فَكُلٌّ قد توَلَّت قوافِلُهْ