لم يكن هذا الفنان، ابن ريف الدلتا، وابن معاناة الفقر واليتم والمرض فنانًا عاديًّا، فربما كانت الظروف الاستثنائية التى وضعته فيها ظروف الحياة وتصاريفها، هى الباعث له على أن يكون فنانًا استثنائيًّا أيضًا، استطاع أن يثابر ويتخطى عددًا من العقبات التى واجهت مشواره الفنى، حتى أصبح عبد الحليم حافظ واحدًا من أبرز نجوم وصناع الغناء ومشكّلى وعى وهوية الجماهير المصرية فى النصف الثانى من القرن العشرين.
وخارج إطار الدائرة الفنية ببريقها واشتراطاتها، كان العندليب الأسمر يمارس حياته بمودّة صافية وخالصة مع الناس والتفاصيل، ومتحرّرة من قيود وسجون النجومية وقواعدها المُحكمة والحديدية، فكان إنسانًا عاديًّا تمامًا، خلافًا لاستثنائية حياته الفنية ومشروعه الغنائى المهم، فيمكنك أن تراه يمرح مع الأطفال أو يخرج لسانه للناس أو يجلس بوداعة وطفولية فى حضرة فنانين كبيرين يفوقونه عمرًا، ويجايلونه ويساوونه شهرة وجماهيرية.