“قرطاج”.. ليس فقط اسم واحدا أشهر المهرجانات الموسيقية التى تقام فى شهر أغسطس من كل عام فى تونس، يرتدى فيه كافة المشاركون به أحدث صيحات الموضة، ويلتقطن مجموعة من الصور التى تنتشر فى كافة أنحاء العالم، لكنها أيضا مدينة قديمة لها تاريخ.
تعود تلك المدينة التونسية منذ أن أسستها الأميرة الفينيقية عليسة “أليسا أو أليسار” أميرة قرطاج الأولى عام 814 ق.م، حسب رواية المؤرخين القدماء.
وجاءت الأميرة هاربة مع أصحابها من مدينة صور بلبنان، وسموا المدينة “قرت حدشت” بمعنى “المدينة الجديدة”، فأصبح الاسم “قرطاج” عن طريق النطق اللاتينى، وكانوا يعبدون خاصة “ملقرت”، واسمه يعنى “ملك المدينة”.
وهى مدينة تونسية عريقة، تقع شمال شرق مدينة تونس العاصمة، بها بقايا آثار مدينة قرطاجة القديمة التى دمرها الرومان عام 146 ق.م، وتقع المدينة فى شبه جزيرة ممتدة فى داخل البحر المتوسط، وكان قد أسسها الفينيقيون عام 850 ق.م.
وكانت تعد مركزا هاما لمستعمرة تجارية ثرية بالغة القوة فى العصر البيزنطى حتى أنها هددت فى وقت من الأوقات مركز روما كعاصمة لدولة الروم الغربيين وذلك فى حروب عرفت باسم حروب البونيك 264 ق.م، وفى نهاية تلك الحروب تمكن الرومان منها حيث دمرها الإمبراطور الرومانى بوبليس كورنليس عام 146 ق.م بعد حصار دام عامين، وأسس الرومان فيما بعد مدينة بنفس الاسم ولكن تحت سلطتهم واستعمارهم وخاصة فى زمن القياصرة.
وقد دخل الإسلام المدينة بعد بعثات استطلاعية عام 45هجريا، و666 م، وفى نهاية القرن الأول الهجرى انتشر فيها الإسلام وقد حافظت على مركزها التجارى طوال حقب طويلة متصلة شهدت خلالها ازدهارا واسعا.
وفى العصور الوسطى طمع فيها الفرنسيون فغزاها الملك لويس التاسع الذى كان قد هزم وأسر فى المنصورة فى مصر، حيث نزلت قواته فى المدينة عام 668 هجريا، و1270 م، وقاومه الشعب التونسى إلى أن أنزل الله تعالى عقابه بجنده فنشر الوباء بينهم، ومات لويس الملك نفسه بالطاعون فآثر جنوده النجاة وانسحبوا.