قطع البشر عبر القرون الماضية مسافات هائلة على طريق العلم، وتدوين إجابات منطقية وعقلانية لكل الأسئلة المحيطة بالوجود وتفاصيله، ولكن ظلّت علامات الاستفهام قائمة، كحافز دائم على إدامة البحث والعمل على إحراز التقدم.
ولكن الغريب أن يقف العالم عاجزًا ومكتوف الأيدى – رغم اختراق الفضاء والوصول إلى الكواكب والمجرات الأخرى – أمام أسئلة أرضية تبدو بسيطة وغير معقّدة، ومنها أسئلة قديمة قِدَم الأرض، أو قِدَم وعى الإنسان، فأن نُجِيب على أسئلة الفضاء والنجوم والكواكب ثم نعجز عن إجابة أسئلة الكلاب والفراعنة، وأسئلة الفيلسوف الإغريقى “أفلاطون” عن قارة أطلانتس المفقودة، لهو أمر جدير بالدراسة والبحث، وحصر هذه الأسئلة الغريبة، لعلّ طول التفكير فيها ينتج لها إجابات. الشيخوخة والموت
حاول العلماء والأطباء فى ظروف وأوقات كثيرة إيجاد وسيلة لوقف الشيخوخة وإبقاء الجسد شابًّا، بينما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لكل داء دواء إلا الهِرَم”، قاصدًا هنا الشيخوخة، وما زالت رغم المحاولات هناك أمور كثيرة لا يمكن دراستها أو كشفها، كالموت وأطوار الشيخوخة، وطبيعة الروح ومآلها بعد الموت، خلاف بداية الحياة ونهاية الكون.
القارة المفقودة
تظل قارة “أطلانتس” وحضارتها موضوعًا مثيرًا للجدل بين العلماء، فإلى الآن لم يثبت وجودها بالدليل القاطع، ولكن ذكرها أفلاطون فى محاورتين مسجلتين له: طيمايوس وكريتياس، وحكى فيهما عمّا حدثه جده “طولون” بشأن رحلته إلى مصر ولقائه مع الكهنة هناك، وحديثهم عن القارة الأطلسية التى حكمت العالم، ويقال إنها كوّنت حضارة متقدمة ومتفوقة على الحضارات القائمة حاليًا على الأرض، واندثرت نتيجة طوفان كبير.
سرّ الأهرامات
تعد الأهرامات – تلك المقابر الملكية لملوك الفراعنة – من أقدم وأشهر عجائب الدنيا السبع، وقد عكف العديد من العلماء على دراسة ذلك الصرح العظيم للإجابة عن سؤال: “كيف تم بناء الهرم؟، وكيف تم نقل الأحجار ورفعها إلى ذلك الارتفاع الشاهق؟”، خلاف طريق ضبط زوايا البناء وربطها بهندسة الكون وحركة النجوم والاتجاهات الجغرافية والمغناطيسية للأرض.
لعنة الفراعنة
ظهرت حالات موت واختفاء غامضة عقب الكشف عن أعظم الاكتشافات الأثرية فى القرن العشرين، مقبرة توت عنخ مون، وقد طالت هذه الحالات جميع العمال والمهندسين والأطباء والأثريين الذين كشفوا عن هذه المقبرة، يعمّق من غرابة الأمر تلك العبارة المكتوبة عند مدخل غرفة الملك: “إن الموت يضرب بجناحيه السامّين كل من يعكّر صفو الملك”، ليتبع ذلك كثير من الأحداث والمصائب التى ضربت كثيرين من مكتشفى الآثار الفرعونية والمتعاملين معها.
الحيوانات والزلازل
قال العلماء عن هذا الأمر: “إنه النذير الغامض”، حيث ورد فى أكثر الأماكن التى وقع فيها الزلازل أن هناك تنبّؤاً بها من قبل الحيوان قبل الشعور الإنسانى، يتمثّل فى نباح الكلاب المتواصل، وهياج الحيوانات فى أقفاصها – كالأسود والنمور – وبمجرد توقف الزلزال تهدأ الحيوانات هدوءًا تامًّا، وفى لحظة واحدة، وكأنها إشارة متفق عليها بينهم جميعًا، أو كأنه مؤثّر واحد دفعهم للهياج واختفى فجأة.
الاحتراق الذاتى
ظاهرة غامضة وغريبة لا يوجد لها تفسير علمى حتى الآن، وهى احتراق الإنسان تلقائيًّا ودون سبب واضح، وبدرجة حرارة تصل إلى 1500 درجة مئوية، وهى حرارة هائلة لا يمكن افتعالها إلا باستخدام محارق ضخمة كالتى تُستخدم لحرق النفايات والجثث، فمن العلماء من رجّح حدوثها نتيجة إدمان البعض لشرب الكحوليات، وأرجعها البعض لعامل نفسى “ثورة غضب عارمة أو اكتئاب ورغبة فى الانسحاب من الحياة، أو ما شابه ذلك”، لينعكس هذا الجانب المعنوى والنفسى على الجسم بهذا الشكل المادى العنيف.
التنبؤ بالمستقبل
يُطلَق عليه “الاستبصار”، وهو أمر بعيد عن الدجل والشعوذة، وموهبة غير طبيعية يتمتع بها بعض الأشخاص باختلاف دياناتهم وثقافاتهم وجنسياتهم، تجعلهم قادرين على رؤية أمور مُعيّنة بوضوح كامل قبل مدّة من حدوثها،ومن أشهر نماذجها، حادثة وقعت عام 1978 فى مُقاطعة ويلز البريطانية، عندما تم القبض على شخص لم يدفع ثمن تذكرة القطار المتّجه لمدينة “جلاسكو” الاسكتلندية، والذى تحدّث بعصبية مؤكّدًا أنه يجب أن يتوجه إلى جلاسكو فى أقرب وقت ممكن، ليُحذّر سكّانها من زلزال مُدمّر سيضرب المدينة، فاستهترت الشرطة بكلامه، وبعد ثلاثة أيام ضرب زلزال مُدمّر مدينة جلاسكو، فأصيب على إثره الكثيرون وتم تدمير الكثير من الأبنية.