استعان الإنسان قديما فى حياته البشرية بالوصف والرسم وأحيانا النجوم، أو من خلال ما كان يختزنه فى ذاكرته من الصور الذهنية عن معالم الطريق والاتجاهات والمسافات.
ولجأ إلى رسم صور موجزة على شكل مخططات لتلك المعالم، يهتدى بها فى رحلاته، فكانت بذلك الخريطة.
ويعود علم الخرائط لآلاف السنين، ابتداء من الرسم على الكهوف إلى الحضارات البابلية واليونانية، ثم العصور الوسطى وانتهاء بالعصور الحديثة قبل 18000 سنة على جدران الكهوف، وذلك وفقا لموقع "amusingplanet".
ويعد العالم العربى أبو عبد الله محمد بن محمد الإدريسى الهاشمى القرشى، وأحد كبار الجغرافيين في التاريخ ومؤسسى علم الجغرافيا، وهو أول من رسم خريطة صحيحة للعالم، حيث حدد مصدر نهر النيل، ففى موقع معين وضع نقطة تقاطع نهر النيل تحت خط الاستواء، وقسّم الأرض كما تصورها إلى سبعة أقاليم، وكل إقليم إلى عشرة أقسام متساوية، كما حدد اتجاهات الأنهار والمرتفعات والبحيرات، ووضع معلومات عن المدن الرئيسية وحدود الدول، وظلت مصوراته وخرائطه تستخدم فى سائر كشوف عصر النهضة الأوربية.
ولقب الإدريسى بالصقلى؛ لأنه اتخذ جزيرة صقلية مكاناً له بعد سقوط الدولة الإسلامية، ولقب بسطرابون العرب نسبة للجغرافى الإغريقى الكبير سطرابون، ويذكر أنه كان من أبرز الدارسين فى علم الرياضيات فقد اخترع علم الهندسة قديمًا قبل أرشميدس.