هم كغيرهم من أبناء المجتمع الذين قاسوا فى طفولتهم، ولكن الشبه فى ذلك وحيد؛ لأنهم تغلبوا على تلك الصعاب وأصبحوا من أشهر فنانى السينما والطرب فى عالمنا العربى، تربوا أيتاما محرومين من عطف الأب أو النوم فى أحضان الأم، فكانت حياتهم مختلفة عن باقى نجوم المجتمع وجعلت ظروفهم القاسية نجوما فوق العادة.
"كايرو دار" يستعرض فى هذا الملف مقتطفات من مرحلة الطفولة واليتم فى حياة مشاهير أناروا الحياة الفنية بعد أن امتلأت طفولتهم بظلام الحرمان وعذابات الفراق.
◄ناهد شريف
عاشت الفنانة ناهد شريف طفولة حزينة، حيث لزمتها المصائب منذ بداية حياتها، ولدت عام 1942، وفقدت والدتها فى حفل زفاف شقيقتها الكبرى عندما كانت صغيرة، وتعرضت لصدمة أخرى حين توفى والدها وعمرها لا يتجاوز 14 سنة.
عاشت حياتها يتيمة الأبوين، مما أصابها بالحزن والاكتئاب الشديد، لكن الشىء الوحيد الذى أخرجها من الحزن هو دخولها مجال الفن، وخاصة عندما اقتربت من المخرج حسين حلمى، ووقع فى غرامها وتزوجها رغم فارق السن الكبير بينهما، ومنح لها فرصة فأخرج لها أفلام "صبيان وبنات" و"تحت سماء" و"أنا وبناتى" فتفوقت فى أدوارها وحفرت لنفسها مكانة متميزة فى عيون الجمهور.
◄إسماعيل يس
عاش الفنان الأسطورة إسماعيل يس طفولة فى منتهى القسوة، واضطر للعمل مناديا فى أحد محلات بيع الأقمشة، بعد أن دخل والده السجن نتيجة تراكم الديون عليه، ليس هذا فحسب بل فقد والدته التى حزنت على أبيه حتى مرضت وتركته وحيدا فى مرحله الطفولة.
عندما بلغ من العمر 17 عاما، اتجه إلى القاهرة فى بداية الثلاثينات وعمل صبى فى أحد المقاهى بشارع محمد على، وكان دائما يفكر فى البحث عن لقمة العيش، وانطلق إلى فن المونولوج وظل عشر سنوات (1935 ـ 1945) متألقا، فظل يلقى المونولوج فى الإذاعة نظير أربعة جنيهات عن المونولوج الواحد، ومن بعدها انطلق إلى مجال السينما.
◄محمد عبده
ذاق الفنان محمد عبده مرارة اليتم وهو فى مرحلة الطفولة، حيث توفى والده وهو فى السادسة من عمره وعاش رحلة من الفقر، حيث عاش فترة فى دار أيتام هو وشقيقه، بمنحه من الملك فيصل بن عبد العزيز.
بعد ذلك دخل فنان العرب معهدا صناعيا وتخصص فى صناعة السفن فى محاولة لتحقيق حلمه القديم بأن يصبح بحارا مثل والده، ولكنه كان مولعا بالفن والغناء الذى أخذه إلى بحر النغم الذى أخلص له ومنحه اهتماما حقيقا، فأصبح نجم نجوم الخليج.
◄أحمد ذكى
ولد أحمد ذكى فى مدينة الزقازيق، وعاش طفولته يتيما، وكان الابن الوحيد لأبيه الذى توفى بعد ولادته، ولما تزوجت أمه بعد وفاة زوجها، رباه جده.
حصل زكى على الإعدادية ثم دخل المدرسة الصناعية، وشجعه ناظر المدرسة الذى كان يحب المسرح، وفى حفل المدرسة تمت دعوة مجموعة من الفنانين من القاهرة، وبعد أن شاهدوه نصحوه بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية بالقاهرة.
وفى أثناء دراسته بالمعهد، عمل فى مسرحية "هالوا شلبى"، عام 1969م، وكان الأول على دفعته ثم عمل فى المسرح فى أعمال ناجحة جماهيريا مثل مدرسة المشاغبين، وأولادنا فى لندن، والعيال كبرت.
◄فردوس محمد
عاشت فردوس محمد يتيمة الأبوين طوال حياتها، وتولت أسرة تربطها صلة قرابة بوالدتها مهمة تربيتها والاهتمام بمستقبلها، فألحقتها بمدرسة إنجليزية بحى الحلمية، وهناك تعلمت القراءة والكتابة والتدبير المنزلى وتفوقت على كافة قريناتها.
تزوجت فى سن مبكرة، وطلقت أيضًا وهى صغيرة السن، بدأت مشوارها فى مجال التمثيل عندما التحقت بفرقة عبد العزيز خليل، وتزوجت للمرة الثانية من الممثل محمد إدريس ودامت حياتها الزوجية 15عاما حتى توفى.
أبدعت فردوس محمد فى دور الأم وأصبحت أيقونة الأمومة والحنان فى تاريخ السينما المصرية، على الرغم من أنها حرمت من حنان الأم فى سن مبكرة .
◄عبد الحليم حافظ
أما بالنسبة للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، فقد تُوفيت والدته بعد ولادته بأيام، فتشائمت منه نساء الأسرة، حتى أن إحدى السيدات قالت: "اتركوه بلا رضاعة ليموت أو أرضعوه من ثدى أمه المتوفاة، ليشرب لبنا مسمما فيموت ويرتاح من العذاب فى الدنيا ويريح من حوله".
لكن أخته علية التى كان عمرها أقل من 5 أعوام رفضت، وارتمت فوقه وهى تبكى مرددة عبارة "أخويا.. حرام عليكم.. سيبوه يعيش".
من بين نساء القرية حملته أمينة الشيخ سيد بين ذراعيها وأرضعته من صدرها وأخذته معها إلى بيتها وكانت ترضعه من ضرع ماعز ولدت حديثا فى منزلها.
قبل أن يكمل عبد الحليم عامه الخامس مات أبوه الشيخ على إسماعيل شبانة يوم 15 مايو 1934م، وصار يتيم الأبوين هو وأشقاؤه، وتولى تربيتهم خالهم متولى أحمد عماشة، وكان موظفا بسيطا.
وتوالت الأحداث القاسية مما أضطر خاله إلى بيع البيت، بعد أن ضاق الحال به خاصة بعد أن مرضت زوجته التى كان ينفق نصف راتبه على علاجها.
ولم يكن أمام خاله الفقير إلا أن يرسل عبد الحليم إلى ملجأ للأيتام فى مدينة الزقازيق، أمضى فيه 8 أعوام و7 أشهر كاملة، وهناك تعلم القراءة والكتابة وحفظ الأناشيد، كما تعلم العزف على الآلات الموسيقية، ومن ثم عمل مدرسا موسيقيا ومن بعدها انطلق إلى مجال الفن حتى أصبح العندليب الأسمر.