أطول حرب عرفها التاريخ، "حرب المائة عام" والتى استمرت من عام 1337م، وحتى 1453م، بين إنجلترا وفرنسا، أى 116 عام، وكان الدافع الرئيسى خلفها هو رغبة إنجلترا فى التخلص من التبعية لفرنسا، وإعادة إمارة الفلاندر، لما ترتب على استعمار فرنسا لها من أزمات اقتصادية.
فى صيف 1339 بدأ إدوارد الثالث- ملك إنجلترا ( 1327 - 1377) حربه ضد فرنسا بمعركة بحرية على السواحل الفرنسية ألحقت فيها أضرارا بالغة وخسائر فادحة جعلت فرنسا تخسر أسطولها الذى تكون على مدار سنوات طويلة، وفى يوليو 1346م، نزل بقواته البرية على الأراضى الفرنسية وخاض حربا برية سهلة بدون عقبات.
وفى عام 1350 توفى ملك فرنسا فيليب السادس، واستمرت الحرب، وخاض المعركة البرية الثانية لتنزل الهزيمة بالجيش الفرنسى وأخذت إنجلترا ملك فرنسا أسيرا فى معركة بواتييه سنة 1356.
أجبرت فرنسا على توقيع معاهدة كالييه 1360م، لتسليم اثنين من أبناء الملك الفرنسى وشقيقه 37 أميرا وتم تسليمهم كرهائن عند الإنجليز، وتولى بعد ذلك شارل الخامس ليواصل الكفاح الفرنسى واضطر لعقد سلسلة من اتفاقيات الهدنة بداية من عام 1375.
ووسط حماس المقاومة الفرنسية ظهرت الفتاة الريفية" جان دارك" التى قالت أنها تلقت رسالة بأحد أحلامها تؤكد أن الله اختارها لإجلاء الملك شارل السابع على العرش وتواصل المقاومة لطرد المحتل الإنجليزى وقد نجحت بالفعل فى بعض معاركها مع الإنجليز، إلا أنها تم إعدامها بدعوى الهرطقة لتكون بذلك "جان دارك" رمز للمقاومة والعزة فى فرنسا إلى يومنا هذا.
بعد ملحمة كفاح جان دارك واصلت المقاومة الفرنسية ضغطها، وطالب الإنجليز تحت ضغط المقاومة الاستسلام والصلح الذى تم فى عام 1435 بمعاهدة "أراس"، وتم إجلاء آخر جندى إنجليزى من أرض فرنسا فى عام 1453.