تحتاج كل المجتمعات إلى تنظيم عملياتها الحيوية وأنشطتها اليومية من خلال نظم ضخمة معقدة ومتداخلة، إلا أنها تكتمل فى النهاية بعد عناء كبير ولكن بالنسبة للنمل، الحال يختلف، فالأمر لا يتطلب منها كل العناء الذى نبذله نحن بنى البشر، لأنها مهيأة ومميكنة بشكل طبيعى على تلك المشاق.
ووفقا لعلماء الأحياء، يمتلك النمل أكثر النظم المجتمعية تعقيدا فى سائر المملكة الحيوانية، فهى تعيش فى مستعمرات ضخمة متطابقة الأدوار، وتؤدى كل نملة فيها دورها المحدد الذى لا مفر منه.
تشكل حياتها دائرة بيولوجية كبيرة تبدأ برحلة طيران الذكور والملكة العذراء، التى تتزوج أحد الذكور، ومن ثم تجد مكانا مناسبا لها لتضع فيه بيضها الذى سيكون مملكة كاملة جديدة فيما بعد، فتتكون الإناث من البيض المخصب ليفقس فى النهاية ويقسم لثلاثة أنواع: “النمل العامل” أو الشغالات التى تحمى الملكة وبيضها، و”النمل المخصص” للبحث عن الطعام، وأخيرا “النمل الحامى” الذى يلعب دور الـ “Body Guard” أو الحارس القوى الذى يدافع عن المملكة ضد الأعداء.
أما البيض غير المخصب، يفقس ليُكَوِّن الذكور، التى تظل عاطلة طوال حياتها لا تفعل شيئا سوى الأكل فى انتظار اليوم الذى سيحلقن فيه فى السماء وراء الملكة الجديدة ليكوِنّ مملكة جديدة وهكذا تعاد الدورة مرة أخرى من أولها، وهذا وفقا لما ذكرته صفحة “TedEd” على اليوتيوب.