هل فكرت يوما كيف تصمد وتتعايش الأشجار وسط البيئات والمواسم المختلفة من البرد القارس والثلوج إلى صيف شديد وحرارة الشمس؟
الأشجار كائن حى وبالطبع لديه قوة تحمل معينة، والدليل أن الأشجار منذ ما يزيد عن 250 مليون عام مضى لم تكن تسطيع التعايش فى مثل تلك الفترة، التى تميزت بدرجات حرارتها المنخفضة حتى عن درجة التجمد، وبالتالى فإنها لم تكن موجودة من الأصل، لأنها كانت مصممة لتتحمل الأجواء الاستوائية.
والسبب العلمى وراء عدم استطاعة مثل هذه الأشجار فى العيش، هو أن الحرارة المنخفضة تتسبب فى تجمد المياه بداخل خلايا ورق الشجرة، وكذلك خلايا أغصانها مما يؤدى لموتها بل واستحالة حياتها مرة أخرى حتى بعد ذوبان الثلوج، وذلك لأن ذرات الهواء التى كانت ذائبة فى المياه التى تجمدت تظل باقية كما هى، وعندما يذوب الثلج تعمل تلك الفقاقيع الهوائية على فصل التماسك الذرى للمياه، الأمر الذى يقطع انسياب المياه داخل أغصانها للأعلى عكس الجاذبية، وبالتالى تنقطع المياه ولا تستطيع الدوران داخل الشجرة فتموت.
أما عن الأشجار التى تتحمل درجات الحرارة المنخفضة، فهى تتحكم فى حجم أنابيب المياه بداخلها فتجعلها أكثر ضيقا حتى تتحكم فى كمية فقاقيع الهواء بداخلها فلا تتسبب فى انقطاع المياه عند التجمد، وهذا وفقا لما ذكرته صفحة قناة “Minute Earth”.