مثلما تشكل الانتخابات الرئاسية بابًا من أبواب قراءة وجه الدولة واستجلاء تاريخها وقياس مدى تحضرها وإصرار شعبها على تسطير مستقبله وتحسين حاضره، تقف الدولة كمكون اجتماعى وإنسانى وسياسى حاضنة رموزها، التى تتجلّى عبر الصوت واللون والجغرافيا والإنسان ونظام الحكم، ويأتى فى طليعة هذه الرموز “العلم”، والذى يشكل العنوان الرئيسى للدولة، وصورتها الملوّنة فى عيون مواطنيها وفى عيون الآخرين، فهل تعلم – وأنت تتوجّه إلى لجنة الانتخاب للإدلاء بصوتك حاملاً علم مصر فى يدك – أن هذا العلم ابن شرعى لألف عام من التطور والتحوّل وترجمة البلاد إلى لون وشكل.. اقرأ هذا الموضوع لتعرف علم بلدك بشكل أكبر.
يعد “العلم” رمز السيادة الوطنية لكل دولة، فعند الانتصار ترفع الأعلام، وتنكس فى الهزيمة والفواجع تعبيراً عن الحزن والمأساة ولكل دولة تاريخ فى نشأة علمها، فاستخدام الألوان والرموز يأتى كدلالة ثقافية وتاريخية وسياسية لرمز الدولة.
هنا يعرض “ دريم بوكس ” نشأة العلم المصرى على مر العصور، وصولاً إلى لحظاتنا الحالية الذى يضم الأحمر والأبيض والأسود ويتوسطه النسر. ◄مصر فى عهد العثمانيين (1517-1924)
كان العلم عبارة عن أرضية حمراء وهلال بداخله نجمة، وفى البداية كان شكل النجمة ذا ثمانى زوايا، ثم استبدلت بنجمة سداسية الزوايا، استمد الأتراك اللون الأحمر من السلاجقة والنجوم من البيزنطيين، وأصبح هذا الرمز هو علم مصر ويعتلى أسوارها وحصونها.
◄علم مصر فى عهد محمد على (1805-1847)
كانت مصر حينها ولاية عثمانية، فلم يتغير العلم كثيراً وإنما تغير شكل النجمة وأصبحت ذا خمس زوايا لتتميز عن العلم العثمانى فى إسطنبول، ولكى يستطيع التمييز بين الأسطولين التركى والمصرى فى الموانئ المصرية بعد تأسيس وتحديث الأسطول البحرى المصرى.
◄علم مصر فى عهد الخديوى إسماعيل (1863-1879)
تغيير شكل العلم حيث أصبح يحتوى على ثلاثة أهلة، وبداخل كل هلال نجمة ترمز إلى انتصارات محمد على فى الثلاث قارات (آسيا – إفريقيا -أوروبا).
◄العلم فى عهد السلطان حسين كامل (1914-1917)
فى عام 1914 أصبح باللون الأخضر، ويضم هلالا يحتضن ثلاثة نجوم ترمز إلى أجزاء مصر (مصر -النوبة -السودان)، كما يرمز الأخضر إلى لون الإسلام الديانة الرسمية والغالبة فى مصر، وسمى بالعلم السلطانى.
وتحت ظل هذا العلم قامت ثورة 1919ورفعه الآلاف من العمال والفلاحين مطالبين باستقلال مصر.
◄علم مصر بعد ثورة 23 يوليو 1952
غير الضباط الأحرار شكل العلم تماما، حيث صار العلم مقسما لثلاثة ألوان هى ” الأحمر- الأبيض- الأسود” يتوسطها نسر كبير يوجد عليه درع أخضر مرسوم عليه هلال وثلاثة نجوم، حيث يرمز لون هذا العلم إلى الشارات التى كان يرتديها ضباط الجيش المصرى، أما النسر فهو رمز الجمهورية الحديثة بعد ثورة يوليو.
◄علم الوحدة العربية (1958 – 1961)
بعد إعلان مصر وسوريا الجمهورية العربية المتحدة، باتت مصر تمثل الإقليم الجنوبى، وسوريا الإقليم الشمالى، فأصبح العلم يحتوى على نجمتين باللون الأخضر مع الاحتفاظ بنفس ألوانه الأحمر والأبيض والأسود، وذلك عام 1958.
◄علم مصر الآن
بعد تداول عدد من الأعلام وفق المتغيرات التاريخية والسياسية، أصبح لمصر علمها الحالى الذى يتكون من الألوان الثلاثة ونسره الشامخ، حيث يرمز كل لون إلى معنى، فـ”الأحمر” يدل على الثورة ودماء الشهداء، و”الأبيض” يشير إلى التحرير والسلام، أما “الأسود” فهو دلالة لعصور الاستعمار والتخلف، ويتوسطه نسر يسمى ” نسر العقاب”، وهو رمز الدولة الأيوبية فى عهد الناصر صلاح الدين الأيوبى كرمز عن حماية أرض مصر وشعبها، واعتمد ذلك العلم عام 1984.