حين مات القائد الحاجب المنصور فرحت بخبر موته كل أوروبا وبلاد الفرنجة، حتى جاء القائد ألفونسو إلى قبره ونصب على قبره خيمة كبيرة وفيها سرير من الذهب فوق قبر الحاجب المنصور، ونام عليه ومعه زوجته متكئة يملؤهم نشوة موت قائد الجيوش الإسلامية فى الأندلس وهو تحت التراب.
وقال ألفونسو: "أما تروننى اليوم قد ملكت بلاد المسلمين والعرب، وجلست على قبر أكبر قادتهم"، فقال أحد الموجودين: "والله لو تنفس صاحب هذا القبر لما ترك فينا واحدا على قيد الحياة ولا استقر بنا قرار!".
فغضب ألفونسو وقام يسحب سيفه على المتحدث حتى أمسكت زوجته بذراعه وقالت: "صدق المتحدث! أيفخر مثلنا بالنوم فوق قبره!! والله إن هذا ليزيده شرفا.. حتى بموته لا نستطيع هزيمتها.. التاريخ يسجل انتصارا له وهو ميت، قبحا بما صنعنا وهنيئا له النوم تحت عرش الملوك".
هو الحاجب المنصور أبى عامر محمد بن أبى عامر (938م - 8 أغسطس 1002م) حاجب الخلافة والحاكم الفعلى للخلافة الأموية فى الأندلس فى عهد الخليفة هشام المؤيد بالله، بدأ حياته السياسية وتدرج فى المناصب منذ عهد الخليفة الحكم المستنصر بالله.
وتمكن الحاجب المنصور من مقاليد الحكم ثم التفت إلى توسع الدولة شمالا، فحرّك حملاته العسكرية إلى حدود الممالك المسيحية فى الشمال إلى ما وراء نهر دويرة، وبلغت الدولة الأموية فى الأندلس أوج قوتها فى عهده.
أرسى المنصور القواعد لحكم أسرته من بعده، إلا أن الأمر لم يستمر طويلا، حيث انتهت سيطرتهم على حكم الأندلس بعد أقل من عشر سنوات على وفاته، بعد أن سادت الأندلس فترة من الاضطرابات التى نتجت من التصارع على الخلافة.