لم نشأ أن نفكر يوما فى استيعاب ماهية الأشياء حولنا، طالما هى موجودة وتقوم بوظائفها على أكمل وجه، إلا أننا لا ندرك أن استيعابنا للتكوين الكيميائى لكل شىء فى حد ذاته جزء من استخدامنا لوظائفه، والمثال على ذلك "الزجاج"، هل سألت نفسك يوما ما إذا كان الزجاج صلبا أم سائلا؟ أم أنك تظن أنه من الجنون فى الأصل سؤال ما تستطيع تحديده بعينيك المجردتين؟
الحقيقة العلمية التى لا تدركها أبصارنا فى كثير من الأشياء، هو أن الزجاج فى المبانى القديمة نجده يتعرج وتزداد كثافته فى أجزائه السفلية عن العلوية، إلا أننا ندرك أن هذا التحريف يكون بفعل الزمن، لكن ما لا نعرفه أنه صنع فى الأصل بهذا الشكل.
أما عن التركيب الكيميائى للزجاج، فهو أقرب إلى السوائل منه إلى الجماد، لأنه يعد نوعا من الجماد غير المتبلور أو ما يطلق عليه "Amorphous Solid"، أى أن جزئياته قريبة من بعضها تماما كالجماد، على الرغم من عشوائية ترتيبها، أو يمكنك تسميته بالسائل فائق التبريد، حيث يتم تبريده إلى درجات أقل بكثير من درجة ذوبانه، وهذا وفقا لما ذكرته قناة "Brain Stuff".