اندلعت معركة "سولفرينو" فى عام 1859 فى شمال إيطاليا، وكانت المعركة حدثا حاسما فى النضال من أجل الوحدة الإيطالية ولحظة جوهرية فى تطور الإنسانية الحديثة، وعنها انبثقت الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر ورافقتها اتفاقيات جنيف.
وانتهت الحرب وبلغ عدد الضحايا 15000 ما بين قتيل وجريح، وتوفى المئات، وفى مساء اليوم نفسه وصل مواطن سويسرى يُدعى "هنرى دونان" إلى المنطقة فى رحلة عمل، وهناك تنقل فى أرجاء المكان بين آلاف الجنود من الجيشين، وقد تُركوا يعانون بسبب ندرة الخدمات الطبية الملائمة.
ووجّه دونان نداءً إلى السكان المحليين، وجمع مجموعة من النساء المتطوعات من القرى الإيطالية المجاورة وقمن برعاية الجرحى تحت إشرافه، وذلك كما جاء فى كتاب كبسولة علمية للدكتور أيمن الشربينى.
وكتب دونان مذكرات يصف فيها المناظر المريعة التى شاهدها، طالبا بوجود منظمة لرعايتهم دون التمييز بين الجنسيات، وبفضل إنسانيته اشتركت 14 دولة فى توقيع معاهدة دولية فى صيف 1864، تضمن بنودا لتوفير الحماية فى أوقات الحروب للجرحى والمصابين، وعلى إثرها تأسست فروعا وجمعيات للصليب الأحمر لنجدة المرضى فى جميع أنحاء العالم.