من الأعياد التى يحتفل بها الصينيون "عيد القرد الوحشى" الذى ترجع أصوله إلى حكاية أسطورية مؤداها: أن قردا متوحشا كان يقيم فوق ربوة عالية إلى جوار إحدى القرى، وقد دأب أن يفترس كل من يصادفه من أهلها، وحدث ذات يوم أنه كاد يفتك برجل له ثلاث بنات عذارى جميلات، فتوسل الرجل إلى القرد أن يخلى سبيله، ووعده بتقديم بناته الثلاث فداء له.
وبالفعل بر الوالد المسكين بوعده، وبعث بفتياته الثلاث إلى ذلك الوحش الكاسر، فقضى القرد المسعور على حياة الأولى ونهش لحمها وعظامها، وفعل مثل ذلك بالثانية، ولما جاء دور الثالثة وكانت بدينة أصابته التخمة بعد أن أجهز عليها، فوقع مغشيا عليه، وعندئذ التف أهل القرية حوله واستطاعوا الفتك به، وتخلصوا من شره وجبروته.
بعدها قام أهل القرية بتشييد قوس بديع فى المكان الذى شهد هذه المأساة الدامية، تخليدا لذكرى الفتيات الثلاث، وتمجيدا لوفاء الأبناء والولاء الخالص للوالدين، ومن ثم اتخذ الصينيون من هذه المناسبة عيدا قوميا يحج فيه الكثيرون إلى تلك البقعة الخالدة من كل عام، ينشدون الأغانى ويمرحون ويسمرون ويتناولون أشهى المأكولات وأطيب المشروبات، ويوقدون الشموع ويشعلون أعواد البخور.
وينتهز هذه الفرصة الباعة الجائلون فيعرضون ما لديهم من مختلف السلع، كالعقود، والأحجبة، والتمائم التى تجلب الخط السعيد وتبعد الأرواح الشريرة عن الأطفال، وهكذا يمضى الأهالى يوم هذا العيد فى غمرة من المرح والتسامر والسرور.