زار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فى شهر مارس من عام 1960 دولة الهند، واستقبله حينها رئيس الهند ونائبه، ورئيس الوزراء جواهر لال نهرو، ومنح عمدة مدينة “دلهى” الزعيم الراحل عقدًا من الزهور، وأطلقوا نيران المدافع للترحيب بالزعيم.
كان برنامج الزيارة حافلاً، حيث قضى “عبد الناصر” يومه بين الآثار القديمة فى المدينة التى كانت عاصمة للهند قبل 400 سنة، وزار ضريح “الشيخ سالم”، وزار كذلك “الباب العالى” و”منصة الشطرنج”، و”تاج محل”، وهو أحد عجائب الدنيا السبع الجديدة، حاملًا معه كاميرته الخاصة لالتقاط عدد من الصور الفوتوغرافية.
وعقب انتهاء رحلة عبد الناصر إلى الهند، أرسل “نهرو” له رسالة جاء فيها: “كان أمامكم برنامج حافل بالزيارات، وأرجو ألا يكون ذلك قد أرهقكم، وعلى أيّة حال فأنتم لا تزالون فى عنفوان الشباب ومعتادون على العمل الشاق، لكننا لم نفرغ من كل ما كنا نعتزم بحثه، وأنتم تعلمون أننى سوف أحضر فى الشهر المقبل مؤتمرًا لرؤساء حكومات “الكومنولث” فى لندن، وأتمنى أن أستطيع قضاء يومين أو ثلاثة فى مصر فى طريق عودتى، فإذا استطعت أن تعطينى وقتًا كافيًا يومى 15 و16 مايو – وإذا كان ذلك يناسبكم – فإنى أقترح أن أتوقف فى القاهرة لنستكمل فيها ما بدأناه هنا، وإذا أذنت لى فإنى أريد أن أقضى ثلاثة أيام فى مصر: أقضى يومين منهم معك فى القاهرة، ويومًا ثالثًا أتمنى أن أزور فيه السد العالى وربما معابد الأقصر، فإن ذلك يجعلنى أشعر بنبض كل من: مصر التى تتطور بسرعة، ومصر القديمة العريقة”.