دريم بوكس - تداول نشطاء على موقع اليوتيوب فيديو بالألوان للرئيس الراحل جمال عبد الناصر والرئيس السوفييتى خرتشوف فى الأقصر، فعندما تولى عبد الناصر حكم مصر عام 1954، بعد الرئيس الراحل محمد نجيب، حيث كانت مصر لا تزال خارجة لتوها من قبضة الاحتلال البريطانى وكان لابد لمصر أن تبحث عن حليف استراتيجى يقوى شوكتها.
وبالتالى اتجه ناصر صوب الشرق واختار الاتحاد السوفييتى وأقام معه علاقات شراكة، قبل انفصال الجمهوريات السوفييتية، وقد موّل الأخير برئاسة نيكيتا خروتشوف بناء السد العالى حينما رفضت خصمها الألد الولايات المتحدة الأمريكية طلب ناصر تمويل ذلك المشروع.
قبل عام 1960 أراد عبد الناصر بناء السد العالى، هذا المشروع الذى يُعد من أعظم مشروعات القرن العشرين، ولكن القوى الغربية العظمى رفضت مقترحه بتمويل بناء السد إلا دولة واحدة راهن عليها عبد الناصر حتى النهاية.
الاتحاد السوفييتى كان الأمل الأخير للزعيم المصرى، وبعد مباحثات ثنائية بين البلدين، وافق زعيم السوفييت نيكيتا خروتشوف على تمويل السد بما يقرب من مليار دولار، ولكن تلك الهدية لم تكن بلا مقابل، فخلال 15 خطابا ألقاها خروتشوف فى مصر خلال زيارته لافتتاح السد عام 1964 راح يعطى دروسًا فى الماركسية منتقدًا بذلك اشتراكية عبد الناصر.
رحلة الزعيم السوفييتى إلى مصر لم تكن بالطبع غير مسبوقة فى المراسم الدبلوماسية لكلا البلدين، إذ تظل هذه الرحلة فريدة من نوعها، لحرارة الاستقبال التى اختُص بها ضيف مصر، ولمدتها التى أثارت الدهشة لفرط طولها حيث اقتربت من 16 يومًا، كما أتى بصحبته زوجته وابنه سرجى وابنته رادا وزوج ابنته أدجوبى، ليُسبغ بذلك على رحلته طابعًا عائليًا.
وعند نزوله من الباخرة فى الإسكندرية، كان قد استُقبِل بوابل من طلقات المدفعية، والبالونات الطائرة والنشيدين الوطنيين، أما موكبه فى شوارع القاهرة فقد مرّ تحت أقواس النصر المشيدة تكريمًا له، كما انتشرت لافتات الاحتفاء بالصداقة المصرية السوفييتية، فلم يُرَ لهذا الاحتفال مثيل على أرض وادى النيل.