ينشر “ دريم بوكس ” تسجيلا إذاعيا نادرا لتلاوة قرآنية بصوت القارئ مصطفى إسماعيل، فى الاحتفال بليلة القدر 27 رمضان 1366ه، الموافق 14 أغسطس 1947م، فى قصر رأس التين بالإسكندرية بحضور الملك فاروق الأول والرئيس السورى شكرى القوتلى ورئيس الوزراء بالنيابة وقتها.
وبحث الناس وقتها عن مكان يوجد فيه مذياع، حيث تزاحموا حول الجهاز الصغير، وقد حان موعد إذاعة رسالة الملك إلى شعبه المحبوب ليهنئهم بشهر رمضان، وخرجت تلك الكلمات من المذياع، وما كاد الناس ينتهون من إفطارهم، حتى خرج من لا يمتلك آلة راديو إلى المقاهى أو البيوت التى فيها آلة إذاعة.
ويعتبر الشيخ مصطفى إسماعيل بحق معجزة التلاوة فى مصر والعالم أجمع، فهو صاحب أسلوب متميز وبديع وصاحب مدرسة فريدة من نوعها فى التلاوة فى مجال تلاوة القرآن الكريم، وكان يركب النغمات والمقامات فی تلاوته بشكل يفاجئ المستمع ويثير إعجابه، وكان ينتقل بسلاسة من نغمة إلى أخرى.
امتازت قراءة إسماعيل بالتفرد فى الأسلوب وشدة التعبير، وهذا الذى جلب إليه المستمعين فجعلوه أول قارئ يسجل فى الإذاعة المصرية دون أن يمتحن فيها، فالإذاعة المصرية دائماً ما تتميز بروعة المقرئين الذين تختارهم.
وبدأت رحلته عندما استمع إليه الشيح محمد رفعت وتوقع له مستقبلاً باهراً، ذاعت شهرته فى أنحاء محافظة الغربية والمحافظات المجاورة لها ونصحه أحد المقربين منه إلى الذهاب إلى القاهرة، وبالفعل ذهب إلى هناك والتقى بأحد المشايخ الذى استمع إليه واستحسن قراءته ثم قدمه فى اليوم التالى ليقرأ فى احتفال تغيب عنه الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى لظرف طارئ وأعجب به الحاضرون، وسمعه الملك فاروق وأعجب بصوته وأمر بتعيينه قارئاً للقصر الملكى على الرغم من أنه لم يكن قد أُعتُمدَ بالإذاعة.