حُب الزينة غريزة منذ نشأة الإنسان، وفى كل زمن يبتكر معاصريه ما يتناسب معه من حُلى يجعلهم مُميزين عن سائر القبائل، حتى أن القدماء المصريين وجدوا فى التاج زينة تُزيد من قدرهم وقيمتهم كملوك لحضارة عريقة، حيث لعبت التيجان دورا رئيسيا عند الفراعنة كرمز للقدسية للملك أو الآلهة.
كان للملك تاجان رئيسيان، “التاج الأبيض” كان يُصنع من الجلد على الأرجح ويبدو قطعة مخروطية الشكل تتسع من أسفل لحجم الرأس وتثبت فى مكانها بإحكام، ومن أهم الدلائل على قدم التاج الأبيض هى لوحة الملك نعرمر “مؤسس الأسرة الأولى” الموجودة فى المتحف المصرى حاليا، كان يتم الاحتفال بالتاج الأبيض فى اليوم 14 من شهر بؤونة لتتويج الإله حورس.
والتاج الأحمر كان من الجلد أيضا، ويرشق فى التاج سلك من الذهب ينغرس طرفه الأسفل فى زاوية التقاء الجزء الأعلى من التاج مع جزئه الرئيسى المُستدير الذى يغطى الرأس، فى حين يكون طرفه الآخر دائرة حلزونية، ومعناه فى اللغة المصرية القديمة “دشرت”، وسبب تسميته بالأحمر ترجع إلى صلته بالإله حورس الذى أصبح إلها لمصر السفلى أثناء حكم الهكسوس.
كان هذان التاجان يمثلان القوة ورمز القدسية الملكية، ويُكسبان صاحبهما شرعية الحكم، أما “التاج المزدوج” فهو يُمثل وحدة القطرين ويتكون من الأبيض متداخلا مع الأحمر، وأُطلق عليه اسم “باسخمتى” أى القوتان.
ظهر تاج رابع يُسمى “التاج الأزرق”، هو من الجلد يحكم تثبيتها على الرأس، ظهر فى الفترة الانتقالية الثانية فى عهد “كامس” أخ الملك “أحمس” أثناء محاربة الهكسوس, وكان يدعى “خبرش”.
وهناك تاج خامس يُعرف باسم “آتف”، كان فى الأصل يتكون من قرنين لكبش يمتدان أفقيا وتعلوهما ريشتان من أجنحة النعام، ويرمز التاج لوحدة مصر، ويمكن ملاحظة العلاقة بين التاج وبعض الآلهة كالإله أوزير سيد العالم السفلى، وبالتالى هناك علاقة بين التاج وبين العالم السفلى, وأيضا هناك الأله (حورس) والإله (رع) الممثلين فى كثير من المناظر مرتديا التاج.