رسام فرنسى ولد يوم 21 مايو سنة 1844، والمدرسة التى ينتمى لها فنه تسمى “ما بعد الانطباعية”، واتسم رسمه بـ”البدائية” و”البساطة”.
إنه هنرى روسو، أشهر ما عرف عنه أنه علَّم نفسه بنفسه، واشتهر برسم مناظر الغابات، ولقب روسو بـ”الجمركى”، وهو معمارى ورسام وكاتب فرنسى، بدأ عرض لوحاته فى صالة عرض الفنانين المستقلين واستمر فى ذلك حتى وفاته، امتهن الرسم عام 1885.
كان روسو يمتلك خيال الطفل وإيمانه ورؤيته البدائية، لم تدون حياته كما يجب وظلت أقرب إلى الأسطورة فى غموضها، وكلما ذُكر روسو اقترن بذلك الموظف البسيط فى الجمارك الفرنسيّة، مما جعل اسمه لصيقاً بـ”الجمركى”.
ومن أشهر أعماله لوحة “لاعبو كرة القدم” التى استطاع من خلالها تجسيد روح الفريق فى تلك اللعبة التى انتشرت وتم الترويج لها فى ذلك الوقت وتظهر فى اللوحة المساحة الضوئية المبهرة وسلاسة تركيب الأشخاص وتوفيق أوضاعهم الجسدية بحيث يظهرون بالمظهر الطبيعى البسيط لأى لاعب كرة قدم.
فى عام 1908 أقام الفنان بيكاسو حفلة غداء كبيرة دعا إليها روسو مما مكنه من التعرف إلى الشخصيات الفنيّة والسياسيّة المدعوة، وعزف للحضور مقطوعات من تأليفه على البيانو.
يمكن تصنيف فن روسو بالواقعية الشعبيّة المنتمية إلى المستقبل والقائمة على نوع من السذاجة الفنيّة التى لا تخلو من السخرية، ولعل هذا ما جعل منه أسطورة متماهية بالرومانتيكية السحريّة المدهشة، حيث اجتمعت فيها الرؤيا الحالمة والصدق والبراءة والغموض الخارق.
أنجز روسو العديد من الأعمال أبرزها: “صورته الشخصية”، “الحرب”، “الغجرى النائم”، “عربة بيير جونييه”، “الأدغال”، “ساحرة الأدغال”، “بيير لوتيه”، “لاعبو كرة القدم”، “جزيرة سان لوس”، “العرس”، “منظر جسد”، “أبولونير وملهمته”.
توفى روسو وحيداً عام 1910 فاشترى أصدقاؤه الفنانون قطعة أرض لدفنه، وكتب الشاعر الفرنسى بودلير قصيدة مشهورة بهذه المناسبة حُفرت فيما بعد على قبره.