دوى صوته مجلجلا فى أصقاع روسيا القيصرية، وندّد بالعبودية والاستبداد، اعتنق وهو فتى صغير الأفكار الثورية، وانضم إلى الحزب الشيوعى "البلاشفة" واعتقل ثلاث مرات، إنه واحد من أهم وأبرز شعراء النصف الأول من القرن العشرين، ليس فى جمهوريات الاتحاد السوفييتى فحسب، بل والعالم كله.
ولد فلاديمير ماياكوفسكى عام 1893م، حيث كانت البلدان والشعوب التى تهيمن عليها الإمبراطورية الروسية، تئن تحت استبداد وعبودية الدب الروسى.
بوفاة والده انقلبت حياة الأسرة رأسا على عقب وبقيت الأسرة دون أى مصدر رزق يذكرن فاضطرت الأم للرحيل إلى موسكو، ومنذ تلك اللحظة أحس فلاديمير ذو الثلاثة عشر عاماً بالمسئولية الكبيرة، كونه رجل الأسرة الوحيد.
التحق فلاديمير فى موسكو بالمدرسة الثانوية، وهناك انضم إلى الحزب الاشتراكى الديمقراطى، وشارك بقوة فى الدعاية السياسية بين عمال موسكو، وهذا كان سبب اعتقاله للمرة الأولى عام 1908، ولكن صغر سنه شفع له، وتم الإفراج عنه.
فجر ماياكوفسكى كل طاقاته ومواهبه، وعمل فى كل الاتجاهات من أجل ترسيخ مبادئ الثورة الاشتراكية، فشارك فى كل نشاطات الحزب وألقى القصائد الحماسية فى منظمات الشباب والعمال والفلاحين.
وتضم قصائده شعارات الثورة التى لم يألفها الشعر الروسى من قبل، ويدافع عنها بقوة وحزم، مبرراً ذلك بأن الفن يجب أن يكون فى خدمة المجتمع والشعب، مستجيباً لمتطلبات المرحلة وقضايا الجماهير الكادحين العادلة، وأراد نشر الأفكار الاشتراكية الثورية، فانطلق إلى أرجاء روسيا ومدنها الكبيرة إلى المعامل والمزارع وكل التجمعات البشرية، ليلقى قصائده الثورية محرضا من أجل ترسيخ مبادئ الاشتراكية.
ولم يكتف بذلك فحسب، بل كتب المسرحيات والسيناريوهات للسينما ومثّل فيها أيضاً، وعمل فى كل مجال له علاقة بالجماهير العريضة، حتى كتب الشعارات الثورية واللافتات فى الشوارع، وعلقها بيديه.