أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبى عامر الأصبحى الحميرى المدنى، ولد عام 711 م، بالمدينة المنورة، فقيه ومحدِّث مسلم، وثانى الأئمة الأربعة، وصاحب المذهب المالكى فى الفقه الإسلامى.
اشتُهر بعلمه الغزير وقوة حفظه للحديث النبوى وتثبُّته فيه، وكان معروفاً بالصبر والذكاء والهيبة والوقار والأخلاق الحسنة، وقد أثنى عليه كثيرٌ من العلماء منهم الإمام الشافعى بقوله: "إذا ذُكر العلماء فمالك النجم، ومالك حجة الله على خلقه بعد التابعين".
يُعدُّ كتابه "الموطأ" من أوائل كتب الحديث النبوى وأشهرها وأصحِّها، حتى قال فيه الإمام الشافعى: "ما بعد كتاب الله تعالى كتابٌ أكثرُ صواباً من موطأ مالك".
وللإمام مالك مقولات وحكم رائعة، فقال عنه سفيان بن عيينة: "مالك عالم أهل الحجاز"، كما أثنى عليه ابن وهب قائلا: "سمعت مناديا ينادى بالمدينة ألا لا يفتى الناس إلا مالك بن أنس وابن أبى ذئب".
ومن مقولات الإمام مالك الرائعة:
• إن المؤمن حسن المعونة، يسير المؤونة، والفاجر بضده.
• إذا مدح الرجل نفسه ذهب بهاؤه.
• لكل شىء دعامة، ودعامة المؤمن عقله، فبقدر ما يعقل يعبد ربه.
• الحكمة نور يقذفه الله فى قلب العبد.
• ما زهد أحد فى الدنيا إلا أنطقه الله بالحكمة.
• الحكمة: التفكير فى أمر الله تعالى، والاتباع له.
• الدنو من الباطل هلَكة، والقول بالباطل بُعد عن الحق، ولا خير فى شىء وإن كثُر من الدنيا بفساد دين المرء ومروءته، إذا ظهر الباطل على الحق، كان الفساد فى الأرض، وقليل الباطل وكثيره هلكة، وإن لزوم الحق نجاة.
• مَن لم يكن فيه خير لنفسه لم يكن فيه خير لغيره، لأن نفسه أولى الأنفس كلها، فإذا ضيعها فهو لما سواها أضيع، ومَن أحب نفسه حاطَها وأبقى عليها.
• من صدق فى حديثه مُتِّع بعقله، ولم يُصبه ما يصيب الناس من الهرَم والخرف.
• ما أسرَّ عبدٌ سريرةَ خير إلا ألبسه الله رداءها، ولا أسرّ سريرةَ سوء إلا ألبسه الله رداءها.
• وكان يقول حين يُسأل ويُستفتى: "الكلام بالباطل يصد عن الحق
لا يستكمل الرجل الإيمان حتى يحز لسانه".
• من أكثر الكلام، ومراجعة الناس قلَّ بهاؤه، وكل شيء ينفع فضله إلا الكلام.