لم يكف أوائل العلماء المسلمين يوما عن تقديم اختراعات لم يعرفها العالم يوما، ففى الزمن الذى تفوقوا فى كل العلوم من طب وفلك وبصريات وحتى الحروب العسكرية التى بنوا منها أمجادا بفتوحاتهم للعالم شرقا وغربا، كان لابد لهذا التقدم من اكتشافات.
وكان أحد أهم الاختراعات العربية الخالصة، "الطوربيد البحرى" ذلك السلاح الفتاك الذى زعمت دول كثيرة أنها صاحبت اختراعه، لكن خرجت علينا النصوص والكتب العربية القديمة لتثبت أن صاحب أول سلاح طوربيد كان "نجم الدين حسن الأحدب".
كان الأحدب من أمهر صناع الأسلحة فى العصر المملوكى، حتى أن بيته قد انفجر من كثرة تجربته ومحاولاته المتكررة لدمج النفط مع البارود الصينى لصناعة بارود متفجر، وعندما علم السلطان المملوكى بمحاولاته لاختراع الطوربيد نقله إلى قرية على ساحل الشام ليكمل اختراعه، وأمر له بكل ما يحتاجه ليصنع هذا السلاح العظيم.
وكان الطوربيد البحرى العربى عبارة عن قطعة معدنية تستخدم للطفو ويتوسطها رمح حاد، وعلى أطرافها سكاكين حادة لقطع فى خشب السفينة وتتمركز على رمحين جانبيين لزوم التوجيه فى خط مستقيم، وتعلوها "ماسورة" يتم ملؤها بالمسحوق المتفجر والذى ما إن يتم إشعاله حتى ينطلق الطوربيد إلى هدفه، وما يلبث أن يصل البارود المشتعل إلى مستودع النفط داخل قطعة الحديد فيشتعل بقوه ويحرق السفينة من القاع لذا فقد أطلق عليه اسم "البيضة التى تطفو وتحرق".