هو محمد بن محمد بن طرخان بن أوزلغ أبو نصر الفارابى، الذى ولد عام 874 م، فى مدينة "فاراب" فى تركستان، حيث كان والده تركيا من قادة الجيش، وفى سن متقدمه، غادر مسقط رأسه وذهب إلى العراق لمتابعه دراساته العليا، فدرس الفلسفة والمنطق والطب، كما درس اللغة العربية والموسيقى.
ويعتبر "الفارابى" من أكبر فلاسفة المسلمين، فهو أول من وضع منهجا لدائرة المعارف الإنسانية وأرسى قواعد الفلسفة الإسلامية، التى أصبحت فى الشرق "أم العلوم".
وانطلق "الفارابى" من الفلسفة والآداب إلى علوم الحساب والفيزياء والطب، وابتكر فى علوم الموسيقى وأسس فى علوم السياسة.
ولقب بـ"المعلم الثانى"ن لاهتمامه الكبير بمؤلفات أرسطو "المعلم الاول" وتفسيرها، وإضافته لبعض التعبيرات والتعليقات المفيدة عليها، كما حاول التوفيق من جهه بين فلسفه "أرسطو" وفلسفه "أفلاطون"، ومن جهه أخرى بين الدين والفلسفة، واستطاع بعبقريته الفذة ونبوغه الملحوظ أن يُدخل مذهب "الفيض" فى الفلسفة الإسلامية، ووضع بدايات "التصوف الفلسفى".
كما كان أول من "تكلم" عن نظرية "العقد الاجتماعى" وسبق بذلك المفكر الفرنسى "جان جاك روسو" بعدة قرون.
كما سبق "الفارابى"، "نيوتن"، حيث كان أول من تحدث عن نظرية "الجاذبية الأرضية"، مما أدهش العلماء الغربيون، وبعد حياة حافلة بالعطاء فى شتى العلوم المعرفية توفى "المعلم الثانى" وهو أعزب، بمدينة دمشق عام 950م.