خرجوا من منازلهم جاءوا من أقصى المحافظات في مصر، وقطعوا على أنفسهم مسافات طويلة، واستقروا بميدان رابعة العدوية، ولكن لماذا؟ أجاءوا من أجل عودة الرئيس المعزول محمد مرسي لمنصبه أم لماذا؟ البعض منهم يقول إنه جاء من أجل نصرة الشريعة والإسلام، والبعض الآخر يقول إنه لم يأت من أجل مرسي وإنما جاء ليحارب من يحاربون الإسلام، فهم يرون بأن المعركة ليست مع مرسي والإخوان وإنما معركة ضد الإسلام ذاته، ولكن هناك من جاء لسبب آخر ألا وهو "الطعام والشراب المجاني".
حيث وجد البعض ممن هم غير القادرين في الاعتصام برابعة، مراغمًا كثيرًا واسعًا بدلاً من الفقر والجوع في الشهر الكريم، فهناك توزع الوجبات الحارة من الدجاج واللحمة والأرز والفينو الممزوج باللحمة والجبنة النستو، وغيره مما أنزل الله من طعام وشراب وعصائر وتمور وفاكهة كثيرة، وجميعها مجاني "ببلاش"، فقط شريطة أن تكون واحدًا من المعتصمين وتبدي ولاءك لمرسي والإخوان وإن كان باطنك غير ذلك.
يخصص المعتصمون، أماكن لتوزيع الوجبات وهي مسجد رابعة العدوية ومدرسة عبد العزيز جاويش وإحدى الخيام المتواجدة أمام المنصة، تعرف تلك الأماكن من كثرة الطوابير التي يتراص فيها المئات انتظارًا للوجبة، والغريب أنه مهما كان العدد كثير لم يعد أحد ويده خالية، فالوجبات ما أكثرها حتى أنهم لا يجدون من يرغب فيها فالجميع أخذ نصيبه واكتفى.
فمن جانبها تقول أبرار عبد الله: إنها جاءت وأسرتها من المنيا لتأييد الرئيس محمد مرسي ونصرة الإسلام، وأرادوا أن يغادروا الاعتصام مع حلول شهر رمضان خشية الا يجدوا ما يسد جوعهم بعد الصيام، ولكن طمئنهم الاخوة وقالوا لهم "اكلكوا وشربكوا ببلاش طول الشهر وكله توفير"، وبعد أن جمع الرجل "والد أبرار" أمتعته، قرر الاستمرار بالاعتصام قائلاً: "الحمد لله انا كنت شايل اجيب منين فلوس في الشهر ده واهو ربنا فرجها ولو كنا قاعدين في بيتنا مكناش هناكل كل يوم لحمة وفراخ"، وذلك على حد قول أبرار التي أكدت أنهم أحيانًا يلجأون لإلقاء ما تبقى منهم من فراخ ولحمة بالقمامة نظرًا لكثرتها.
وتقول الحاجة أم عبد الله: إنها تسكن بالمطرية وجاءت للاعتصام برابعة لنصرة الدين، وبعد أن وجدت الطعام والشراب متوفر للجميع دعت أبناءها للاعتصام معها وأضافت قائلة "أحسن حاجة في الاعتصام الأكل والشرب ببلاش وبيوزعوا علنيا عصير ولحمة ربنا يكرمهم وينصرهم بيأكلوا الغلابة".
ترى الفرحة في أعين كل من حصل على وجبته، بعد انتظاره بطابور طويل تكن فيه الأولوية لكبار السن، ويؤكد أحد المنظمين لتوزيع الوجبات أنهم يقومون يتوزيع الوجبات مجانًا على المعتصمين، وبسؤاله عن مصادر أموال تلك الوجبات الفاخرة، أجاب بأنها تبرعات آل الخير، لافتًا إلى أن أحد محبي مرسي تبرع بمليون جنيه من أجل توفير الطعام والشراب للمعتصمين، فضلاً عن كم العجول والغنائم التي يتبرع بها آل الخير لإعانة المعتصمين.