Thread Back Search

أخبار جريدة الشرق الاوسط اليوم الثلاثاء 28/8/2012

  • Dreambox-Sat
    2012-08-28




  • أوراق الخارجية المصرية - أبو الغيط: مصر بين المكانة والدور
    أحمد أبو الغيط

    أعود في مقال اليوم إلى تناول هذه المقولات التي تذكر أنه «وحين وقعت مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل في عام 79، فإن ذلك كان إشهارا لانكسارها وبداية لانكفائها»، أو مثلما يقول البعض إن اتفاقية السلام أخرجت مصر والعرب من المعادلة الدولية وأخضعتهم لوصاية الدول الكبرى، مع تحميل اتفاقية مصر مع إسرائيل ما جرى من ضرب المفاعل العراقي في عام 1981، واجتياح لبنان عام 82، ثم احتلال الكويت عام 91، ثم غزو العراق، وأخيرا انفصال جنوب السودان، والاستفراد باليمن.. وذهبت هذه الآراء؛ بل وأقول هذه «المدرسة الفكرية» التي تقوم على مفكرين مصريين وعرب، إلى القول بأن مصر «دفعت ثمنا باهظا جراء انكفائها، ودفع العرب ثمنا غاليا جراء غيابها، ومصر الكبيرة تم تكبيلها وتقزيمها وترويضها وحبسها في قفص الاعتدال.. من هنا، ومع بزوغ «25 يناير (كانون الثاني)»2011، فإنه يجب على مصر أن تعاود النظر في سياستها وتنطلق وبسرعة إلى تحمل مسؤولياتها».

    وفكرت مليا، مرة أخرى، في هذه الآراء، وتساءلت بكل اهتمام وجدية: هل كان يجب على مصر أن تستمر في مساعيها لتحرير أراضيها من خلال الصدام المسلح فقط، حتى وإن اقتضى الأمر استمرارها في الحرب والصدام لعقود أخرى ممتدة؟ وهل كان هناك ضمان بأنها ستحقق أملها في تخليص الأرض بالحرب في نهاية المطاف؟ هل كانت لها طاقة على ذلك بكل ظروفها الضاغطة التي تطرقت إليها سابقا؟ هل كان هناك ضمان أن لا تتعرض مصر لهزيمة أخرى جديدة، خاصة أن علاقات وتوازن القوى المسلح بينها وبين العالم الغربي، وإسرائيل ربيبته، لا يمكن مقارنته اليوم بما كان عليه الوضع عندما نجحت مصر في ضرب الغزو الصليبي أو المغولي في هجمته المنسقة على أرض الإسلام؟ وقدرت من جانبي، أن كل هذه الأسئلة لها مشروعيتها، وأن الإجابة الصادقة والأمينة عنها يمكن أن تحسم رؤيتنا للماضي وخلاصاته.. وإن كانت أيضا تفتح الأبواب للمزيد من التفكير لتدبر المستقبل، وهو ما آمل الكتابة فيه في مقال آخر مقبل.

    * أعود اليوم إلى استرجاع رؤية الرئيس السادات، وهو يتفاوض في كامب ديفيد لاستعادة سيناء، بقوله لأحد أعضاء الوفد المصري ممن كانوا يتحسبون من نقطة هامشية هنا وأخرى فرعية هناك بشأن مشروع الاتفاقات الإطارية لكامب ديفيد: أنتم لا تفهمون شيئا.. أنتم تتحدثون وكأنكم ترغبون في أن تولد أجيال جديدة من المصريين ولعشرات السنين لكي يجدوا أراضيهم محتلة، وأن يناضلوا من أجل تحريرها. وأخذت من جانبي وعلى مدى سنوات أسترجع هذا القول، وأن السادات كان يتحدث بهذه الآراء والأفكار بعدما خبر الحرب وأخطارها وعواقبها، ولم يكن السادات بعيدا عن تفكيري في السنوات الأخيرة من عقد الثمانينات، عندما تحللت الكتلة الاشتراكية، ثم سقط الاتحاد السوفياتي بانفجاره وتحلله في بداية يناير 1992، وأخذت أتساءل، ولكن بكثير من الارتياح: ما الحال إذا كانت أراضي مصر في سيناء ما زالت محتلة في عام 92 واستمرار مصر في حشد الموارد والقوة المسلحة اعتمادا على المصدر المتاح الوحيد للسلاح المتطور، وقد انزوى؟ وتوصلت إلى نتيجة تعبر عن الرضا.

    وينبغي أن أعترف هنا أن مصر عانت كثيرا، في علاقاتها العربية أو الإسلامية فور توقيعها إطارات كامب ديفيد في عام 1978 ومعاهدة السلام في عام 1979، وبذلت الكثير من الجهد الذي استغرق طاقتها الدبلوماسية، مثلما أوضحت، خلال عقد الثمانينات، لاستعادة أوضاعها وعلاقتها مع الكثير من دول المجموعتين؛ الإسلامية والعربية، كما تعرضت لمحاولات تطويق وإضعاف من قبل الاتحاد السوفياتي وشركائه في حركة عدم الانحياز. أخذت أيضا أتدبر مغزى معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية ومفهوم كامب ديفيد، وتوصلت إلى بعض النتائج المحددة التي أعتقد أنها كانت ظاهرة أمام كل من يرى؛ وهى:

    أولا: أن مصر الملكية أو الناصرية أقامت دورها وتأثيرها فور انتهاء الحرب العالمية الثانية على عنصرين أساسيين؛ أحدهما يتعلق بالقدرة الثقافية والسكانية المصرية في تجميع الأمة العربية والإسلامية حول رسائل وتوجهات محددة؛ العروبة والجامعة العربية، والفكرة الإسلامية في مواجهة الغزو الاستعماري الغربي. والآخر بحشد الموارد العسكرية والفكرية والدبلوماسية للتصدي لإسرائيل في استلابها أراضي شعب فلسطين العربي، وجاءت حروب مصر عامي 48 و49 ثم 56 وأخيرا 67 تعبيرا عن هذه المسؤولية المصرية في التصدي لمصالح الإقليم في دفاعه عن نفسه ضد الهيمنة الغربية وغيرها.

    ثانيا: أن استخدام القدرات المصرية و/ أو العربية في شموليتها في هذه المواجهة الممتدة عسكريا طوال ما يقرب من ربع قرن من الصدام المسلح، لم تصل بمصر إلى تحقيق أهدافها، بل وضح أن مصر ليست فقط مهددة بالسقوط في براثن الاحتلال الإسرائيلي لأراضيها، ولسنوات، مثلما نشهد اليوم بالنسبة للجولان السوري المحتل منذ يونيو (حزيران) 67، ولكن أيضا بالسقوط فريسة لمشكلاتها الداخلية المتصاعدة على مدى عقود في وجه زيادة سكانية كبيرة. وكان يجب السعي للإنقاذ، حتى ولو على حساب ما يتصوره البعض من دور وتأثير، وإن كنت من جانبي أختلف مع هذا التوصيف مثلما سأوضح تاليا.

    ثالثا: أن استعادة الأرض المصرية في مقابل توقف مصر عن حشد إمكاناتها الذاتية والعربية ضد إسرائيل، لا يعني إطلاقا أو بحال من الأحوال أنها لن تمضي في مساعدة الفلسطينيين على استخلاص حقوقهم، كما أنه لا يعني أن مصر باعت المصالح الفلسطينية أو أنها تنازلت عن أراضي أو حقوق للشعب الفلسطيني أو العربي، بل على العكس؛ فقد أكدت دائما أن تجربتها مع إسرائيل يمكن أن تتخذ منهجا للحصول على بقية حقوق الدول العربية والفلسطينيين في أراضيهم.

    رابعا: أن التزام مصر بعدم اللجوء للحرب مع إسرائيل ما دامت لم تتعرض المصالح المصرية للتهديد أو الخطر المباشر بعدوان عليها، لا يعني إطلاقا أن مصر مقيدة في حسابات سياستها الخارجية، سواء على مستوى الإقليم أو في الإطار الدولي، ولا يوجد دليل واحد على أن معاهدة السلام قد قيدت حرية حركة مصر إقليميا أو دوليا، إلا في مسألة الالتزام بعدم استخدام القوة أو التهديد بها في العلاقة مع إسرائيل ما دامت المصالح المصرية الاستراتيجية والحيوية لم تتعرض لخطر مباشر.

    لقد قال كثيرون إن اتفاق كامب ديفيد أدى إلى إضعاف العرب وتدمير مصالحهم ومجتمعاتهم.. وأقول من جانبي إن رؤيتي تتمثل في أن كامب ديفيد كانت ضرورة فرضها الضعف العربي والانقسامات العربية على مدى عقود.

    خامسا: أن كثيرا من المحللين السياسيين؛ المصريين أساسا، لم يرصدوا جيدا التغيرات الجوهرية التي سادت العالم العربي ودوله مع بزوغ السبعينات وحتى اليوم، وربما لعقود مقبلة، وهي أن مصادر الثروة والقدرة العربية لم تعد قاصرة على مصر، رغم كل تأثيرها السياسي والثقافي والعسكري على مستوى الإقليم، بل إن هناك، في دول عربية صغيرة، ثروات وإمكانيات أصبحت الإمكانات المصرية تتضاءل أمامها على المستوى العربي، ولا أعتقد أن كامب ديفيد تُسأل عن ذلك، إلا أن المؤكد أنه إذا ما كان على مصر أن تسعى لكي تحدث تأثيرها، مثلما ترغب، فإن الأمر يبقى في يدها، إلا أن المؤكد أيضا، في هذا المجال، أن هناك تكلفة لكل ذلك، وسوف يواجه صاحب القرار المصري في هذا الصدد بضرورة النظر في الخيارات، والأولويات، وما تحتاجه مصر داخليا، قبل أن تبحث عن تأثيرها الخارجي. وهنا أود أن أكتب قليلا عن الدور المصري، في ظلال كامب ديفيد مثلما يحلو للبعض تسميته.. وأذكر هنا أنه وبعد انتهاء تجميد عضوية مصر في الإطار العربي و/ أو الإسلامي، فقد انطلقت مصر تعمل بحرية خلال عقد التسعينات للدفاع عن مصالحها ومصالح الإقليم مثلما تراه وتقدره، ولكن بصفتها «دولة طبيعية من وجهة النظر الدولية» تلتزم بالقانون الدولي وتعمل في إطار الشرعية وحسن الجوار، وتطبق مبادئ العلاقات الدولية دون تهديد أو تدخل ضد أحد من الجيران أو في الإطار الدولي، وفي هذا السياق، ينبغي رصد الآتي:

    أولا: أن مصر كانت القوة المحركة والدافعة لنجاح الجامعة العربية في 2 أغسطس (آب) عام 90 في استصدار قرارها، على المستوى الوزاري، بإدانة الغزو العراقي للكويت والمطالبة بإنهاء هذا الغزو من قبل دولة عربية ضد شقيقة لها، كما أن القمة العربية وقد انعقدت بدعوة مصرية يوم 10 أغسطس فتحت الطريق أمام تنامي إقامة ائتلاف دولي عريض لرد العدوان العراقي على الكويت، كما شاركت مصر بقوة عسكرية كبيرة ومؤثرة في عملية تحرير الكويت وبعد الحصول على قرار من الأمم المتحدة بذلك.. وأزعم هنا أنه ولولا المواقف المصرية الحاسمة في معارضة الغزو لما نجحت القوى الدولية الأكثر تأثيرا، والولايات المتحدة أساسا، في القيام بالعملية العسكرية التي انتهت بإنهاء الاحتلال وعودة الكويت دولة لها سيادة على أرضها وثروتها. وقد يقول البعض إن مصر ساهمت في تحطيم العراق، وأقول ردا على ذلك، إن القيادة العراقية هي التي تسأل عن تحطيم هذا البلد العربي العريق وما ترتب على ذلك من آثار خطيرة في إضعاف القدرات العربية في كل المجالات. لقد وقفت مصر بجوار العراق في صدامه مع إيران رغم أننا لم نكن نشجع هذه الحرب بين أطراف ودول إسلامية، إلا أن التقدير المصري، كان عندئذ، في بداية الثمانينات أن هناك تهديدا حالا بالمصالح العربية إذا ما سقط العراق، باعتباره الجناح الشرقي للأمة العربية، تحت ضربات إيران. وقد يكون من المناسب في هذا المجال أن أتطرق إلى ذكر حديث دار بين وزيري خارجية مصر والعراق، كمال حسن علي وطارق عزيز في عام 84، أثناء زيارة الأول لبغداد لتقديم مساعدات عسكرية للعراقيين، حيث قال الوزير العراقي، في معرض انتقاده لمحدودية المساعدات الخليجية للعراق أثناء الحرب، إن بلاده لم تحصل حتى الآن إلا على 60 مليار دولار فقط من الخليج، ودهش الوفد المصري، وكنت من بين أعضائه، وعقب كمال حسن علي بقوله، وبصراحة موجعة، إن مصر لم تحصل من الأمة العربية على عشر هذا المبلغ أو حتى نصف العشر، وإنها لو حظيت بهذا الدعم أثناء صدامها مع إسرائيل، لاختلفت نتائج النزاع تماما.

    ثانيا: أن مصر شاركت بفاعلية وتأثير في صياغة إعلان دمشق الصادر في 6 مارس (آذار) عام 1991 بعد تحرير الكويت، وهو الإعلان الذي شاركت فيه دول مجلس التعاون الخليجي الست وكل من مصر وسوريا. وكانت الفلسفة الأساسية للإعلان هو تعبير هذه الأطراف الخليجية وكل من القاهرة ودمشق عن تمسكها بالعمل العربي المشترك لتأمين التعاون فيما بينها في كل المجالات وبما يؤمن المصالح العربية على مستوى الخليج ومع الدولتين الأخريين، وللأسف، فقد انزوى تأثير هذا الإعلان بعد فترة قصيرة من تحقيق هدف هزيمة العدوان العراقي على الكويت، وقد قاومت سوريا فكرة إنهاء الإعلان ورأت القاهرة أنه لا «إجبار في التعاون للدفاع عن الإقليم» خاصة وقد فضلت مجموعة من هذه الدول تعميق تعاونها العسكري والاستراتيجي مع قوى غربية، مثل قطر التي اتجهت لاستضافة وتوسيع الوجود الأميركي بأراضيها، والإمارات التي عقدت اتفاقات مهمة للتعاون مع فرنسا وأميركا وبريطانيا، والبحرين التي هي مقر قيادة الأسطول الخامس الأميركي في الخليج والمحيط الهندي، والكويت التي استضافت القوات الأميركية التي حررتها، وغير ذلك من وجود استراتيجي غربي في عمان.

    عملت مصر في السنوات التالية لتجميد إعلان دمشق على توطيد فاعلية المحور الثلاثي المصري – السعودي – السوري، حيث أصبحت لقاءات وزراء الخارجية وقادة الدول تعتبر مثالا يحتذي للتعاون والتدارس للمواقف وأيضا قاطرة إرشادية للعمل العربي المشترك.

    ثالثا: أن مصر لم تتخل في أي لحظة، منذ توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل، عن تأييد الفلسطينيين ومساعدتهم في مواقفهم التفاوضية مع إسرائيل.. فبعودة العلاقات العربية - المصرية إلى مسارها بشكل طبيعي في عام 89، أخذت الدبلوماسية المصرية تتحرك لتمكين الفلسطينيين من التفاوض على أسس تتجاوز ما حققته مصر لهم في كامب ديفيد، وهناك الكثير مما بذلته مصر في هذا الصدد الذي يتضمنه كتابي «شاهد على الحرب والسلام»، سواء بالنسبة لشكل التمثيل الفلسطيني في مؤتمر مدريد للسلام في أكتوبر (تشرين الأول) 1991، أو ما تلا اتفاق أوسلو من مفاوضات تؤشر إلى بدء بزوغ الدولة الفلسطينية.

    إن تاريخ القضية الفلسطينية، ومثلما يقال كثيرا، هو «تاريخ الفرص الضائعة»، ولا أعتقد أن من العدل أن يقول البعض إن مصر قد فشلت في تحقيق الانفراج في التسوية الفلسطينية، وبذا، فإن دورها وفاعليتها قد تقلصت وانزوت. والمؤكد، وبكل الصدق وشجاعة القول اليوم، أن التسوية الفلسطينية واستعادة الفلسطينيين لحقوقهم وإن كانت ستتحقق حتما في مستقبل الأيام، إلا أنه يجب الاعتراف بأن مصر وحدها لا يمكنها بحال من الأحوال فرض التسوية التي ترتئيها على إسرائيل، وأن المسألة أكثر تعقيدا وعمقا.

    رابعا: قادت مصر الدول العربية في معركة مستمرة وعنيفة منذ منتصف التسعينات في القرن الماضي، لإلقاء الضوء على خطورة الملف النووي الإسرائيلي وتهديده الأمن العالمي، وأعتقد أن الجميع اليوم، سواء القوى الغربية أو الدول الإقليمية، لا يمكنها أن تنكر حيوية وفاعلية الدور المصري في هذا الشأن والنجاحات المحققة التي كشفت فعلا للجميع سياسة الغرب في المعايير المزدوجة بالنسبة لهذا الملف وتهديدات إسرائيل بسياساتها للمنطقة بكاملها.

    خامسا: تصدت مصر بسرعة وفاعلية لأخطار انفجار الوضع التركي - السوري في عام 98 عندما قامت تركيا بتهديد سوريا بأنها سوف تتدخل عسكريا في الأراضي السورية إذا ما استمر الدعم السوري للتمرد الكردي الذي يقوده حزب العمال الكردي بقيادة مصطفى أوجلان، وتحرك الرئيس السابق مبارك في زيارات مكوكية بين دمشق وأنقرة لإجهاض خطر المواجهة المسلحة، وتم إنقاذ الإقليم من مواجهة عسكرية خطرة وصدام مسلح بين من لا ينبغي أن يتحاربا فيما بينهما.. أتذكر أن الموقف كان يتدهور بشكل سريع، وأرسلت في السابعة صباحا إلى وزير الخارجية عمرو موسي تقريرا مزعجا عن التحضيرات التركية والنوايا في التحرك ضد سوريا، واتصل بي عمرو موسي من منزله فور تلقيه التقرير، وكنت أعمل مساعدا له لشؤون مكتب وزير الخارجية، مبديا القلق من احتمالات تدهور الموقف، ويقول: ما رأيك أن أقترح على الرئيس مبارك أن تتدخل مصر، أو هو شخصيا بالوساطة بين تركيا وسوريا لمنع الصدام بينهما، وهو صدام خطير لا تستفيد منه سوى إسرائيل؟ ووافقته فورا على هذه المبادرة، ثم اتصل بي مرة أخرى بعد دقائق ليقول إن الرئيس وافق إنه يرغب - أي الرئيس – في السفر صباح اليوم إلى دمشق لبحث الأمر وإن علينا الترتيب فورا، وتحركت الدبلوماسية المصرية، وتمت زيارة دمشق ثم أنقرة، والعودة إلى دمشق، واتفق على آلية للتسوية، وحققت مصر فاعليتها.

    سادسا: أن مصر، ورغم أي مزاعم أو ادعاءات، نجحت وتحت ظروف بالغة الصعوبة - لا يجب التطرق إليها الآن - في الحفاظ على استقرار وإعاشة الشعب الفلسطيني في غزة، ولعل مئات الأنفاق المُتاحة بين مصر وغزة هي خير دليل على ذلك، وهنا ينبغي أن لا يصدق أحد أن وجود الأنفاق ونقاطها كان من الأمور الخافية على الدولة المصرية.

    سابعا: أن مصر نجحت في الدفاع عن مصالحها، ومصالح العرب، عندما أجهضت، ولو إلى حين، عملية توسيع مجلس الأمن في عامي 2005 - 2006 عندما تبينت أن بعض توجهات القوى الطامحة الكبيرة لا تأخذ في الحسبان هذه المصالح المصرية والعربية، وهو نجاح يجب أن يسجل للدبلوماسية المصرية المدعومة عربيا.

    ثامنا: لقد كان هناك على مدى العقدين الأخيرين من حكم الرئيس السابق مبارك الكثير من المواقف والمبادرات المصرية في مجال السياسة الخارجية، بما يكشف عن فاعلية وإثراء للعمل العربي المشترك، ومع ذلك، يجب أن أعترف وحتى توضع الأمور في نصابها، بأنه ورغم فاعلية التأثير المصري على مستوى الأمم المتحدة وكل قضاياها المطروحة هناك، أو المستوى الإقليمي سواء بالجامعة العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي، والاتحاد الأفريقي، وكذلك في علاقات مصر مع الاتحاد الأوروبي بالنسبة لاتفاقية المشاركة الأوروبية، أو العلاقات الوطيدة مع دوله فرادى، أو من خلال التعاون في إطار برشلونة.. وأيضا في ما يتعلق بالتطور الكبير الذي شهدته العلاقة المصرية - الروسية، والأخرى مع الصين، فإنني كنت من جانبي أستشعر أن هناك قلقا عميقا من الأعباء التي قد تفرضها تحركات مصرية خارجية نشطة على ميزانية الدولة المصرية وأعبائها الاقتصادية التي تتعرض للضغوط السكانية والاحتياجات الأخرى المشروعة للشعب المصري، من هنا، كانت مصر تتبني الحذر في الظهور البحري في جنوب البحر الأحمر أو المحيط الهندي إبان أزمة القراصنة بالصومال، وكذلك الوجود المكثف عسكريا على مستوى المناورات مع مجلس التعاون الخليجي.

    «وآمل أن أتناول في مقالي المقبل السياسة الخارجية المصرية، وكيفية صياغة القرار فيها، ودور الخارجية فيه، والحاجة الماسة إلى إعادة منصب مستشار الأمن القومي المصري».

    * وزير خارجية مصر الأسبق

    __________________________________________________ ____________

    توسع الاشتباكات في دمشق وتصاعد القصف في كل أنحاء البلاد
    الجيش الحر يسقط مروحية عسكرية كانت تقصف حي القابون في العاصمة
    بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»

    بينما تعدت حصيلة القتلى 200 شخص في يوم دامٍ جديد في سوريا، أعلن الجيش السوري الحر يوم أمس عن إسقاط مروحية عسكرية تابعة للنظام كانت تشارك في العمليات العسكرية الدائرة في حي جوبر في قلب العاصمة السورية. وقالت «كتيبة البدر» التابعة للجيش السوري الحر في دمشق إنها أسقطت المروحية بواسطة مضاد للطيران، بينما كانت تقوم بقصف حيي جوبر وزملكا.

    وأوضح المتحدث باسم الكتيبة، عمر القابوني، أن هذه العملية تأتي «ردا على مجزرة داريا»، مؤكدا أن «الطائرة تحطمت تماما عند سقوطها»، مشيرا إلى أن «جثة الطيار وجدت أشلاء»، وأنه «لم يتم أسر أحد». وأظهر شريط فيديو بثته تنسيقية «تجمع أحرار القابون» على صفحتها على «فيس بوك» حطام الطائرة التي سقطت في حي سكني والدخان الكثيف يتصاعد منها. كما نشرت التنسيقية صورة أخرى لجثة تمت تغطيتها، مشيرة إلى أنها «جثة الطيار الأسدي الخائن».

    ولم يتأخر التلفزيون السوري الرسمي بالإقرار بإسقاط الطائرة، إذ أورد وفي خبر عاجل «سقوط مروحية بجانب جامع الغفران بمنطقة القابون في دمشق»، شمال شرقي العاصمة، دون ذكر تفاصيل أخرى. وقال ناشطون إن طاقم الطائرة المؤلف من أربعة أفراد قتلوا جميعا، إثر سقوط الطائرة على أحد المنازل الفارغة من السكان واحتراقها وتحطمها، وعرف العقيد الطيار علي حسن علي قائد الطائرة والعقيد الطيار ميسر ونوس مساعد قائد الطائرة، كما نشر ناشطون صورا فوتوغرافية للمقاتل الذي قالوا انه أسقط الطائرة.

    من جهته ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مروحية «شوهدت تهوي على طريق المتحلق الجنوبي بعد اشتعال النيران فيها». وأشار إلى أن المروحية قد تكون أصيبت خلال مشاركتها في الاشتباكات الدائرة في حي جوبر والمنطقة الواقعة بين بلدتي عربين وحرستا بريف دمشق شرق العاصمة.

    وفور شيوع خبر إسقاط المروحية حمل عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» فيديو يظهر استهداف وإسقاط المروحية، وهو كتب معنونا «بداية الخير بإذن الله تعالى، وهو بداية النصر، فقد تم توزيع عدد من مضاد الطائرات، إلى كافة أنحاء سوريا».

    وفي اتصال مع «الشرق الأوسط» أكد سرميني الخبر لافتا إلى «دخول كميات محدودة من مضادات الطيران مؤخرا إلى سوريا تندرج بإطار المساعدات الذاتية». وقال: «يتم العمل بشكل جاد لإدخال المزيد منها بهدف حسم المعركة، لأنه لم يعد ممكنا مواجهة الترسانة العسكرية للنظام إلا من خلال سلاح نوعي بأيدي الثوار».

    بدوره أكد نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي أن «إسقاط المروحية في حي جوبر تم برشاشات 14.5»، مشددا على أنه «وحتى اللحظة لم يتم إدخال مضاد فعلي للطيران على غرار صواريخ الكوبرا والستينغر التي نطالب بها». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن موعودون ومنذ أشهر بالحصول على هذه الأسلحة، وقد نحصل عليها خلال 24 ساعة أو 24 يوما وقد لا نحصل عليها أبدا».

    وفي جديد مجزرة داريا التي روعت العالم، قال عضو قيادة مجلس الثورة في دمشق وريفها محمد السعيد إن 82 جثة اكتشفت أول من أمس، وإن عدد قتلى المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام زاد عن 400، مشيرا إلى احتمال اكتشاف المزيد من الجثث حيث لم يتمكن الأهالي من الوصول إلى المنطقة الغربية من داريا بسبب انتشار القناصة.

    من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه عثر على 14 جثة جديدة في داريا يوم الاثنين، وأشار إلى أنه تم توثيق أسماء نحو مائتين من القتلى حتى الآن بينهم نساء وأطفال وشبان ورجال في المدينة التي شهدت إعدامات ميدانية بعد اقتحامها من قبل قوات النظام.

    أما ميدانيا فأفيد عن سقوط ما يزيد عن 200 قتيل يوم أمس جراء الحملة العسكرية التي تشنها قوات الأمن على مجمل المناطق السورية، وقالت شبكة «شام» الإخبارية المعارضة إن «الطيران المروحي والدبابات قصفت حي جوبر، كما سمع إطلاق نار من الرشاشات الثقيلة في حي القابون، وشوهدت حشود كبيرة لجيش وميليشيات الشبيحة التابعة للنظام على مفرق صحنايا وبشارع الثلاثين وعلى مداخل حي العسالي استعدادا لعملية اقتحام الأحياء الجنوبية من العاصمة».

    من جانب آخر بث ناشطون فيديو أعلن فيه عن استهداف مطار المزة العسكري، وذلك «ردا على المجازر الوحشية التي يقوم بها النظام الأسدي بحق أبناء الشعب السوري.. وضمن سلسلة عمليات ضرب المفاصل الأمنية في دمشق»، وذلك «بقصف مطار المزة العسكري ليلا على مدار ثلاثة أيام». وكان شهود عيان في منطقة المهاجرين الواقعة على سفح جبل قاسيون والمطل على دمشق ومحيطها أكدوا مشاهدتهم لأعمدة دخان تتصاعد من منطقة المزة خلال أيام العيد.

    وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلي الجيش الحر عند مداخل بلدة عين ترما وكفر بطنا بالتزامن مع سماع دوي انفجارات فيها. كما تعرضت مدن حرستا وحمورية وسقبا وعربين وعين ترما للقصف بالطيران المروحي والصواريخ والرشاشات الثقيلة من قبل القوات النظامية، وفق شبكة «شام» والهيئة العامة للثورة، وتجدد القصف أيضا على بلدات النشابية وحزة ومسرابا ودير العصافير.

    وفي خضم تواصل القصف سقط عشرون قتيلا بينهم عائلة كاملة في كفر بطنا بريف دمشق هم سيدة وخمسة أطفال، كما قتل أربعة أشخاص في دير الزور وثلاثة في درعا واثنان في حلب أحدهما طفل، وفق الهيئة العامة للثورة. وبينما تحدث ناشطون عن سقوط 10 قتلى وعشرات الجرحى في انهيار مبانٍ سكنية إثر قصفها بالطيران في أريحا بإدلب، تعرضت مدينة البوكمال وأحياء بدير الزور لقصف صباح يوم أمس أوقع قتلى وجرحى، وقال عضو تنسيقية الثورة السورية في دير الزور أبو منير، إن ثلاثة قتلى سقطوا جراء القصف على حي الجمعيات في البوكمال.

    وفي حمص المحاصرة وسط البلاد أفادت شبكة «شام» بقصف قوات النظام حي جورة الشياح وقصف مدينة الرستن، في وقت تواصل القصف على عدة مناطق في إدلب شمالا وفي درعا جنوبا. بالمقابل، أفادت «الإخبارية السورية» عن «إطلاق سراح 278 سوريا شاركوا في الأحداث الأخيرة ولم تتلطخ أيديهم بالدماء في محافظتي دمشق وحلب».

    __________________________________________________ _______________

    معركة حلب.. خريطة «حرب الاستنزاف» في شهرها الثاني
    سمير النشار لـ «الشرق الأوسط»: نتوقع فرض منطقة حظر جوي قريبا ما سينعكس إيجابا على المعركة
    بيروت: كارولين عاكوم

    دخلت «أم المعارك» السورية التي تدور على أرض حلب شهرها الثاني ولا تزال الاشتباكات تحتدم يوما بعد يوم بين الجيش السوري الحر الذي يؤكد أن سيطرته على أرض الريف تصل إلى 90 في المائة وتتعدّى في المدينة الـ60 في المائة، وبين قوات النظام التي تسيطر بشكل كامل على السماء السورية مستخدمة الطيران الحربي في المواجهة. هذا الواقع يجعل تغيّر موقع كل من الطرفين صعبا في المدى القريب إلا في حال «استشرس» النظام في توسيع دائرة عملياته العسكرية من جهة، أو في حال اتخذ قرار ما لتسليح الجيش الحر ودعمه بمضادات الطائرات، بحسب ما يؤكّد معارضون.

    وفي حين توقّع عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، سمير النشار أنّ يتمّ اتخاذ قرار قريب بفرض منطقة حظر جوي في بعض حلب، الأمر الذي سينعكس إيجابا على وضع النازحين والثوار وعلى ميزان معركة حلب بشكل خاص، وصف رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان في سوريا معركة حلب في تصريح له لوكالة الصحافة الفرنسية بالقول «إنها حرب طويلة. كل طرف يريد تصفية حساباته، هي حرب استنزاف ستطول بعمليات قصف ومعارك كل يوم».

    ميدانيا، وفي حين أفاد التلفزيون الرسمي أمس أن «الجيش السوري سيطر على حي الإذاعة في منطقة سيف الدولة في مدينة حلب» ذكر المرصد السوري أنّ اشتباكات عنيفة دارت أمس بين القوات النظامية والجيش الحر في حي سيف الدولة وتعرضت أحياء المرجة وبستان الباشا والخسفة والسكري والعرقوب والقصيلة وبستان القصر والكلاسة والإنذارات وهنانو ومدينة الباب للقصف، لافتا أيضا إلى تعرّض حي الإذاعة لقصف عنيف في محاولة من قوات النظام للسيطرة عليه، وقد سجّل سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين والمقاتلين.

    بدوره، يصف عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، سمير النشار الذي عاد منذ يومين من حلب بعدما أمضى فيها نحو 6 أيام، بالقول «الاشتباكات بين قوات النظام والجيش السوري الحر لا تتوقّف كما الانفجارات والقصف من الدبابات والطيران الحربي والمروحي المستمرة ليلا ونهارا، وذلك من المناطق الموجودة على حدود المدينة ومن بعض المراكز الأمنية ولا سيما فرع المخابرات الجوية والعسكرية لاستهداف الجيش الحر الذي اتخذ من المدارس مراكز له. وفي إحدى الليالي شهدت على وقوع قذيفة على بعد 30 مترا حيث كنت موجودا، وما تسبّبت به من هلع وخوف بين النساء والأطفال في مشهد إنساني مأساوي».

    وفي حين يؤكّد النشار أنّ هناك صمودا رائعا للجيش الحر في مدينة حلب وريفها، يلفت إلى أنّ هذا الواقع لا يزال يحتاج إلى ضبط وتنظيم أكبر، مضيفا «ليس هناك من قيادة واحدة بل إن المجموعات موزعة على قوى وفصائل، ومن أهمّها، لواء التوحيد ولواء فتح ولواء درع الشهباء الذي يتألّف من أبناء مدينة حلب بشكل أساسي»، لافتا إلى أن أبناء الريف يميزون أنفسهم عن أبناء المدينة على اعتبار أنهم كانوا السباقين في حمل لواء الثورة.

    وعن خريطة وجود كل من الجيش الحر وقوات النظام وسيطرتهما على مناطق حلب، يقول النشار «يسيطر الجيش الحر على المناطق الشرقية الجنوبية، بدءا من صلاح الدين مرورا بهنانو والصاخور والشعار وباب النيرب والسكري والأنصاري وصولا إلى سيف الدولة، فيما تبقى سيطرة الجيش النظامي على المناطق الشمالية الغربية. مشيرا إلى أنّه يبدو واضحا الاختلاف في طبيعة الحياة الاجتماعية بين السوريين في كلتا المنطقتين، ففي حين يعاني السوريون المؤيدون للثورة السورية والتي يسيطر عليها الجيش الحر، وهم في معظمهم متحدرون من الأرياف، من معاناة إنسانية وغذائية وصحية بعدما نزحوا إلى مخيمات اللاجئين، استطاع السوريون في المناطق التي يسيطر عليها النظام الانتقال إلى لبنان أو تركيا أو مصر».

    وفيما يتعلّق بالسلاح وكيفية تأمين الجيش السوري الحر له، يلفت النشار إلى أنّ الجيش الحر يستطيع تأمين كميات كبيرة من السلاح الذي ينجح بالاستيلاء عليه من المراكز التابعة للنظام، لكنه في الوقت عينه، يشير إلى عمليات تهريب الأسلحة التي تتمّ عبر الحدود، مشيرا إلى أنّه كان شاهدا على إحدى الصفقات، ويقول «يبدو أنّ الأسلحة كانت مهربة من العراق على أيدي شخص يتكلّم اللهجة البدوية، لم أتمكن من معرفة هويته إذا كان عراقيا أم سوريا، وقد تمّت الصفقة وباع الأسلحة للجيش الحر بأسعار مرتفعة، ومن بينها، مضادات للطائرات لكن بكمية قليلة».

    وعن الوضع الإنساني في حلب، وبالتحديد، كيفية إيصال المساعدات إلى النازحين، يؤكّد النشار أنّ من يقوم بتقديم المساعدات هم رجال أعمال سوريون وتقوم بتوزيعها مؤسسات المجتمع المدني، وهي لا تزال تفتقد إلى التنظيم لا سيما أنّها لا تكفي لأعداد العائلات التي تتزايد يوميا، لافتا إلى أنّ المجلس الوطني وبعدما تسلّم من بعض دول مجلس التعاون الخليجي 15 مليون دولار لإغاثة النازحين، وصل إليه أخيرا من الثوار في ليبيا 16 مليون يورو، سيتم توزيعها على كلّ المحافظات السورية.

    من جهته، قال أبو محمد، الذي يقود كتيبة صغيرة للمعارضة المسلحة قرب قلعة حلب، لوكالة الصحافة الفرنسية، «في بعض الأحيان أظن أن بشار الأسد يريدنا أن نستولي على مدينة حلب ليعمل بعد ذلك على تطويقها وتجويعنا، ومحاولة عزلنا ويزيد من احتمال ارتكابنا الأخطاء وبالتالي انقلاب المدنيين علينا».

    كما أكد سكان في حلب للوكالة نفسها أن الجيش النظامي استعاد ثلاثة أحياء مسيحية في قلب المدينة التي يشكل السنة غالبية سكانها، فيما أكد مصدر أمني أن عدد المتمردين يزداد لكنهم يواجهون نقصا حادا في الأسلحة لأن الطيران دمر عددا كبيرا من مخابئهم.

    وأضاف أن الجيش يحاول نشر دباباته ورجاله في الشوارع الرئيسية لعزل الأحياء الواحد تلو الآخر ثم «تطهير» كل منطقة، مؤكدا أن ذلك «يستغرق وقتا طويلا».

    وقال عبد الله الذي فر من الجيش لينضم إلى المعارضة المسلحة قبل شهر إن «جيش الأسد أعد هجوما بريا كبيرا ولكن عندما حان وقت القتال انقسم الجنود وتحاربوا فيما بينهم». أضاف أن «الأسد يعرف الآن أنه لا يمكنه أن يثق برجاله إذا أراد إرسال قوات برية»، موضحا أن «معركة إعزاز جرت على نطاق صغير ولكن إذا نشر عشرون ألف رجل لمهاجمة حلب وحدث الأمر نفسه، فتخيلوا النتيجة». وتابع «ستشكل نهاية مصداقيته والجيش بأكمله سينشق والنظام سينهار».


    من مواضيعى فى المنتدى

    صور تسريحة شعر ضفائر 2014

    تفاصيل وحقيقة اصابة محمد قماح بسرطان الدماغ 2014

    ازياء محجبات صيف 2013 - صور ازياء محجبات روعة 2014

    ابراج كارمن شماس الخميس 25/7/2013 , توقعات كارمن شماس الخميس 25/7/2013

    أسعار العملات اليوم في مصر الأثنين 16/9/2013

    صور انغام بفستان احمر مميز على غلاف مجلة لها 2014 , احلى واجدد صور انغام 2014 Angham

    نكت ليبية مضحكة للفيس بوك 2015 , نكت ليبية تموت من الضحك للفيس بوك 2015 جديدة

    تحميل اغنية جاسم الزبيدي قصه 2013 mp3


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.